النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: اني اصرع واني أكتشف فأدع الله لي. قال: إن شئت صبرت ولك الجنة وان شئت دعوت الله ان يعافيك فقالت: أصبر. فقالت: إني اتكشف فأدع الله ان لا اتكشف فدعا لها)) (?).
فالحديث هذا فيه تصريح أن الصرع يدخا الجنة ولا يحاسب صاحبه يوم القيامة وهذا من معاني الشفاعة الآخروية، وفي الحديث ((دليل على ان الصرع يثاب عليه اكمل الثواب)) (?).
والذي يظهر من خلال الأحاديث ان ما كان بتلك المرأة "أم زفر" صرع من المس (?).، ومن اصيب بهذا المرض - نسأل الله العافية - فعليه أحد أمرين:-
أما أن يصبر ويحتسب إن كان من أهل الصبر، وكان به طاقة ولم يضعف، فيكون الصرع شافعا له من العذاب -إن شاء الله-.
وأما من شك في صبره واحتسابه فعليه ان يأخذ بالرخصة ومن ثم يلجأ إلى الله وحده في كشف ضره وليأخذ بالاسباب من طب وعقاقير.
وأن ((علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله انجح وانفع من العلاج بالعقاقير وان تأثير ذلك اغفال البدن عنه اعظم من تأثير الادوية البدنية ولكن انما ينجح احدهما: من جهة العليل وهو صدق القصد، والآخر من جهة المداوي وهو قوة توجهه وقدرة قلبه بالتقوى والتوكل (?).
وأخيراً أقول:- ليس كل ما يشفع من الأمراض قد ذكرته هنا ولكن ما وصل إليه جهد الباحث واجتهاده وقد وردت احاديث في فضل أمراض اخرى كالطاعون، والصداع وغيرها ذكرها صاحب كتاب مكفرات الخطايا وموجبات المغفرة ولكني لم أجدها من شفاعات يوم القيامة فليس كل مكفر هو شافع كما بيناه آنفاً.