النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أتت الحمى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاستإذنت عليه فقال: من أنت؟ فقالت: أنا أم ملدم. قال انهدي إلى قباء فاتيهم، قال: فاتتهم فحموا ولقوا منها شدة فقالوا: يا رسول الله ما ترى ما لقينا من الحمى قال: ان شئتم دعوت الله فكشفها عنكم، وان شئتم كانت طهوراً؟ قالوا: بل تكون طهوراً)) (?).
ولاجل شفاعة الحمى -والله اعلم- نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن سب الحمى فقد أخرج الإمام مسلم بسنده عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - ((ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل على ام السائب فقال: مالك يا ام السائب تزفرين؟ قالت: الحمى لا بارك الله بها. فقال: لا تسبي الحمى فانها تذهب خطايا إبن ادم كما يذهب الكير خبث الحديد)) (?).
مرض الصرع من الأمراض المزمنة التي عجز الاطباء عن ايجاد دواء لها سوى بعض المسكنات، وآلام هذا المرض لا يعلمها إلا الله بحيث سمي "الصرع" لانه يصرع صحابه ارضاً حتى يفقد الإنسان السيطرة على أعضائه.
يقوا إبن حجر: ((وسببه ريح غليظ تنحبس في منافذ الدماغ أو بخار رديء يرتفع اليه من بعض الاعضاء وقد يتبعه تشنج في الاعضاء فلا يبقى الشخص معه منتصبا بل يسقط ويقذف بالزبد لغلظ الرطوبة وقد يكون الصرع من الجن ولا يقع إلا مع النفوس الخبيثة منهم أما لاستحسان بعض الصور الانسية واما لايقاع الإذى به والاول هو الذي يثبته جميع الاطباء وينكرون علاجه والثاني يحجده كثير منهم وبعضهم يثبت ولا يعرف له علاجا إلا بمقاومة الارواح الخيرة العلوية لتندفع آثار الارواح الشريرة السفلية وتبطل افعالها)) (?).
ولما كان الصرع من الأمراض المزمنة فإنه قد يستمر مع صاحبه طوال عمره ومع المرض يعاني صاحبه ألوان العذاب الجسدي والنفسي فهو لا يدري متى تأتيه الصرعة في بيته.؟ ام في الطريق .. ؟ أم في مركبته .. ؟ لا يدري ... ولكن للصبر والاحتساب عليه عند الله اجر عظيم بل قل يشفع لصاحبه فقد أخرج الشيخان عن عطاء بن أبي رباح قال: ((قال لي إبن عباس الا أريك أمراةً من أهل الجنة؟ قلت بلى. قال: هذه المرأة السوداء أتت