الطريد "خليعا"1.

ويحدث الخلع لأسباب متعددة، تدور كلها حول هذا الأساس، فقد يحدث أن يقتل أحد أفراد القبلة فردا منها، وهنا تجد القبيلة نفسها في موقف حرج، فالقاتل والمقتول كلاهما من أبنائها، ولكل منهما حق الحماية والنصرة. وهنا يضطر سادة القبيلة إلى أن يقوموا بدور الوسيط بين الفريقين، حتى لا يؤدي الأمر إلى انقسام القبيلة على نفسها، "فتجتمع جماعة من الرؤساء إلى أولياء المقتول بدية مكملة، ويسألونهم العفو وقبول الدية، فإن كان أولياؤه ذوي قوى أبوا ذلك، وإلا قالوا لهم: بيننا وبين خالقنا علامة للأمر والنهي، فيقول الآخرون: ما علامتكم؟ فيقولون: أن نأخذ سهما فنرمي به نحو السماء، فإن رجع إلينا مضرجا بالدم فقد نهينا عن أخذ الدية، وإن رجع كما صعد فقد أمرنا بأخذها"، ونتيجة هذا "الإجراء التمثيلي" معروفة طبعا، فما رجع ذلك السهم قط إلا نقيا، وهنا يمسح القوم لحاهم علامة للصلح، ويصالحون على الدية2، وهكذا تحل المشكلة هذا الحل السلمي الذي يحفظ على القبيلة وحدتها. ولكن المشكلة تظل قائمة إذا رفض أولياء الدم الدية، وأصروا على الثأر، وهنا تحل المشكلة على أحد وجهين: إما أن يقتل القاتل بأيدي قومه، وإما أن تخلعه قبيلته3، حتى تترك لأولياء الدم حرية التصرف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015