إلى بلاد بني القين فأغار عليها"1، ومنازل بني القين في أرض التيه2 في الشمال الغربي من جزيرة العرب3، وهو يعلن صعاليكه بأنه لن يستقر بهم حتى يروا "منبت الأثل"4 ومنبت الأثل بلاد بني القين5.

ومع ذلك فقد كان عروة يغير أحيانا على مناطق أخرى غير مناطق اختصاصه، وهو يصرح في شعره بأنه يغير أحيانا على نجد، وأحيانا على تهامة:

فيوما على نجد وغارات أهلها ... ويوما بأرض ذات شث وعرعر6

وفي أخباره أنه أغار مرة على منازل هذيل7، ومنازل هذيل في جبال السراة8 جنوبي مكة9، ولكن يبدو أن هذا كان نادرا، ولعله لم يكن يحدث إلا في حالات خاصة، فقصة غارته هذه لم تكن إلا لونا من التسلية أراد به أن يظهر براعته وسعة حيلته، وأن يبين للهذلي الذي أغار عليه مقدار غفلته، حتى ليرد عليه ما غنمه منه، لولا أن يأبى الهذلي ذلك إعجابا به10.

أما منطقة جبال السراة فيما بين مكة والطائف، وأول الطريق الصاعد إلى اليمن، فلعلها المنطقة التي شهدت أكبر عدد من صعاليك العرب، ويذكر الأصمعي أن بالحجاز والسراة من هؤلاء العدائين الذين يعدون على أرجلهم ويختلسون أكثر من ثلاثين11، وأن بهذيل وحدها منهم أربعين12، ومرد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015