فإلا أنل أوسا فإني حسبها ... بمنبطح الأدغال من ذي السلائل1
وفي أخباره أنه أغار على مزينة2، ومنازل مزينة "جبال رضوى وقدس وآرة وما والاها وصاقبها من أرض الحجاز"3 "وبين حرة بني سليم وبين المدينة"4، بل إننا لسنا في حاجة إلى هذا التحديد، فإن قصة الغارة صريحة في أن مزينة كانوا يخالطون بني النضير5، وعروة نفسه يذكر في شعره أنهم كانوا ينزلون "فويق بني النضير"6، وبنو النضير كانوا بنواحي يثرب7. وهذه المنطقة التي أغار عليها منطقة خصبة "فيها العيون والنخل والزيتون والبان والياسمين والعسل وضروب من الأشجار والنبات"8. وفي أخباره أيضا أنه كان ينزل بصعاليكه في ماوان، ويجعل منها "نقطة ارتكاز" لغزواته في تلك المنطقة9، وماوان واد فيه ماء بين النقرة والربذة في منطقة يثرب10، وهو يتحدث في بعض شعره عما كان يحدث له مع صعاليكه في هذه المنطقة11، وفي أخباره أيضا أنه خرج بصعاليكه "متيامنا عن المدينة يريد أرض قضاعة، وقصد بلقين"12، وأنه في مرة أخرى خرج بهم غازيا "ومضى حتى انتهى