فيوما على أهل المواشي، وتارة ... لأهل ركيب ذي ثميل وسنبل1

ويصرح أبو خراش بمثل هذه الأهداف:

لست لمرة إن لم أوف مرقبة ... يبدو لي الحرف منها والمقاضيب2

وفي أخبار السليك أنه خرج في بعض غزواته يتتبع الأرياف3.

وقد لاحظنا أن أهم مناطق الخصب في الجزيرة العربية هي اليمن، ونجد، وبعض مناطق السراة، ويثرب والوديان المحيطة بها. ونستطيع أن نقول -ونحن مطمئنون- إن كل هذه المناطق، بدون استثناء، تعرضت لغزوات الصعاليك.

وقد توزع نشاط الصعاليك بين هذه المناطق، حتى ليوشك أن تكون لكل جماعة من جماعاتهم مناطق اختصاص يتركز فيها نشاطهم:

أما عروة بن الورد وصعاليكه، أو "فتيانه" كما كانوا يسمون أحيانا4، فقد تركز نشاطهم الأساسي في منطقة يثرب وما يجاورها من شمالي الجزيرة العربية. وفي شعره وأخباره أحاديث كثيرة عن غزواته لهذه المنطقة. فهو يعلن صعاليكه مرة بأنهم لن يحققوا كل آماله، ولن يبلغوا أقصى همته، حتى يصلوا إلى يثرب منبت النخل فيغيروا عليها:

فإنكم لن تبلغوا كل همتي ... ولا أربى حتى تروا منبت النخل5

وفي أبيات أخرى يتوعد الأوس، ويعلنهم بأنه سيترصد لهم بأحد الأودية حول يثرب:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015