وكان الصعاليك يخرجون لهذه الغارات الرهيبة فرادى أحيانا، وفي عصابات أحيانا أخرى. وكان أكثرهم يغير على رجليه، وبعضهم يغير على الخيل.
ففي أخبار الشنفرى أنه كان "يغير على الأزد على رجليه فيمن معه من فهم، وكان يغير عليهم وحده أكثر ذلك"1، ومن أخباره أيضا أنه خرج "في ثلاثين رجلا معه تأبط شرا يريدون الغارة على بني سلامان"2. وفي أخبار السليك أنه خرج "على رجليه رجاء أن يصيب غرة من بعض من يمر به فيذهب بإبله"، وأنه التقى برجلين قصتهما مثل قصته "فاصطحبوا جميعا"3. وفي أخبار تأبط شرا أنه خرج "في عدة من فهم"4. وفي شعره حديث عن غزواته هو وصعاليكه على الخيل أحيانا، وعلى الأرجل أحيانا أخرى:
فيوما بغزاء، ويوما بسربة ... ويما بخشخاش من الرجل هيضل5
وفي شعر عروة أحاديث كثيرة عن هذين الأسلوبين من أساليب الغزو. يقول متحدثا عن امرأته التي تلومه على مخاطرته بنفسه في غاراته المتكررة تارة بأولئك الرجلين الذين يعتمدون في غزوهم على أرجلهم، وتارة بأولئك الفرسان الذين يغيرون على الخيل:
تقول: لك الويلات، هل أنت تارك ... ضبوءا برجل تارة وبمنسر6