والمنظر الذي يتخيره أبو خراش للظبي حين يخرج الصيادون لصيده، وقد بثوا حبالهم في مسارحه ليعلق فيها، ولكنه ينجو منها، فلا يجد الصيادون مفرا من رمية بسهامهم وإطلاق كلابهم خلفه، ولكنه يفوتها، ومع ذلك يظل مذعورا غير مطمئن يصغي إلى ناحيتهم وقد نصب أذنيه كأنهما قطعتا لعدم تحركهما، فإذا ما سمع صوت ذباب يطوف حوله ذعر وخيل إليه أنه صوت سهام الرماة، فانطلق كما ينطلق السهم مخلفا وراءه غبارا مختلفا ألوانه كأنه الملاء:

فو الله ما ربداء أو علج عانة ... أقب وما إن تيس ربل مصمم

وبثت حبال في مراد يروده ... فأخطأه منها كفاف مخزم

يطيح إذا الشعراء صاتت بجنبه ... كما طاح قدح المستفيض الموشم

كأن الملأ المحض خلف ذراعه ... صراحيه والآخني المتحم

تراه وقد فات الرماة كأنه ... أمام الكلاب مصغي الخد أصلم

بأسرع مني إذ عرفت عديهم ... كأني لأولاهم من القرب توءم1

ويتردد ذكر الظبي أيضا في شعر حاجز، وهو حينا يتخير منظر الظبي المذعور الهارب من جوارح الطير بعد أن كاد يلقى الموت في أظفارها، كما رأينا في أبياته الرائية من قبل، وهو حينا آخر يذكره مع حيوانين آخرين من حيوان الصحراء السريع: الأرنب، والوعل، وهو لهذا يكتفي بأن يذكر أنه ظبي في منطقة جبلية، فهو خفيف نشيط قوي، أما الأرنب فهو يمر بها مرا سريعا، أما الوعل فيتخير له منظرا يكون فيه في أقصى سرعته، حين يحس الصيادين خلفه ومعهم كلابهم المدربة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015