وكأنما ابتعث الفوارس أرنبا ... أو ظبي رابية خفاقا أشعبا

وكأنما طردوا بجنبي عاقل ... صدعا من الأروى أحس مكلبا1

وهذان البيتان هما الموضع الوحيد فيما بين أيدينا من شعر الصعاليك الذي ورد فيه ذكر للأرنب والوعل في صدد الحديث عن العدو.

وإذا كان حاجز يشبه نفسه بالظبي الهارب من جوارح الطير فإن أبا خراش يعكس هذه الصورة فيشبه نفسه بالعقاب تطارد صيدا، فهو يقدم لنا في بعض قصائده صورة رائعة قوية لتلك المطاردة، فهي عقاب كاسرة منقضة تطلب الصيد، ولها فرخ في رأس جبل، تحمل له طعامه مما تصيد حتى امتلأ وكرها بعظامه، وقد رأت على بعد صيدا فتحفزت له ثم انقضت فوقه في أرض فضاء ليس فيه ما يستره:

كأني إذ عدوا ضمنت بزي ... من العقبان خائتة طلوبا

جريمة ناهض في رأس نيق ... ترى لعظام ما جمعت صليبا

رأت قنصا على فوت فضمت ... إلى حيزومها ريشا رطيبا

فلاقته ببلقعة براز ... فصادم بين عينيها الجبوبا2

وهذ أيضا الموضع الوحيد فيما بين أيدينا من شعر الصعاليك الذي ورد فيه ذكر العقاب في صدد الحديث عن شدة العدو.

ويشبه أبو خراش ابنه، والقوم يطاردونه بعد غارة له عليهم، بطائر خفيف العظم، قليل اللحم، عائد إلى وكره، وقد دنا الليل، فهو جاد في طيرانه يبسط جناحيه ويقبضهما في شدة وقوة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015