فالظليم عنده مذعور يقطع الصحراء وقد مد جناحيه، وكل ما يحرص عليه تأبط شرا وصفه بالسرعة، ومن هنا كثرت في أبياته تلك المترادفات التي تدل على السرعة، ولكنه لا يكتفي بهذا بل يعقد بين هذا الظليم وبين الخيل السريعة مباراة، فإذا هو أسرع منها:
وحثحثت مشعوف النجاء كأنني ... هجف رأى قصرا سمالا وداجنا
من الحص هزروف كأن عفاءه ... إذا استدرج الفيفا ومد المغابنا
أزج زلوج هذرفي زفازف ... هزف يبذ الناجيات الصوافنا1
وأما الأعلم فالصورة عنده أكثر خطوطا وألوانا، فالظليم عنده سريع يعترض فراخه في وقت العشية، وهو غليظ الساقين طويلهما، وقد تساقط ريشه، وهو مذعور قد اختبأ بين الأشجار طويلة، فإذا عدا خفق جناحاه خفقان ريح جنوبية بثياب جديدة غير ممزقة:
كأن ملاءتي على هزف ... يعن مع العشية للرئال
على حث البراية زمخري الـ ... أسواعد ظل في شري طوال
كأن جناحه خفقان ريح ... يمانية بريط غير بالي2
وأما أبو خراش فهو يشير للنعامة في صدد حديثه عن شدة عدوه إشارة سريعة3، كما يفعل مع حمار الوحش، وهو لا يقف طويلا عندهما لأنه مشغول بحيوان آخر سريع هو الظبي.