من الشعراء الصعاليك فيما بين أيدينا من شعرهم، فيما عدا مقطوعة تروى لأبي خراش أو للأعلم أو لتأبط شرا، وهي تلك البائية التي أشرنا إليها1، حتى ليصبح أن نقول إن ذكر حمار الوحش في صدد الحديث عن العدو خاصة هذلية.

يصف صخر الغي صاحبا له بشدة العدو فيشبهه بحمار وحش ضامر تعضه الحمر فيفر منها هاربا:

معي صاحب داجن بالغزا ... ة لم يك في القوم وغلا ضعيفا

ترى عدوه صبح إقوائه ... إذا رفع المأبضان الحشيفا

كعدو أقب رباع ترى ... بفائله ونساه نسوفا2

أما الأعلم فالصورة التي يرسمها لحمار الوحش أكثر خطوطا وألوانا، فهو عنده ضامر البطن ولكن في غير هزال كأنه عرق السدر في حمرته، وهو سريع يسبق الإبل والخيل النجيبة، خرج ليلا في طلب الماء، فلاحت له أتان سمينة مكتنزة اللحم، فهو حريص على إدراكها:

يغرَى جذيمة والردا ... ء كأنه بأقب قارب

خاظ كعرق السدر يسـ ... ـبق غارة الخوص النجائب

عنت له سفعاء لكـ ... ـت بالبضيع لها الخبائب3

وأما الظليم، وهو من أسرع حيوان الصحراء عدوا4، فقد ورد ذكره عند تأبط شرا والأعلم، كما ورد ذكر النعامة عند أبي خراش. أما تأبط شرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015