والسرى في الليل البهيم المظلم، وشجاعة فائقة، ورأي صائب، وكرم واسع، وفصل في الأمور، وحب للحركة والغزو، وبغض للدعة والإقامة والاستقرار:

لكنما عولى إن كنت ذا عول ... على بصير بكسب الحمد سباق

سباق غايات مجد في عشيرته ... مرجع الصوت هدا بين أرفاق

عاري الظنابيب ممتد نواشره ... مدلاج أدهم واهي الماء غساق

حمال أولوية، شهاد أندية ... قوال محكمة، جواب آفاق

فذاك همي وغزوي أستغيث به ... إذا استغثت بضافي الرأس نغاق1

ومن هنا كثر رثاؤه لأصحابه، فهو وفي لهم ولذكراهم، لا تنسيه إياهم شواغل الحياة. وهي يرثي صديقه الأعز، وتلميذه النابغة، الشنفرى، رثاء حارا تتجلى فيه تلك اللوعة التي أصابته بعده، وتلك الحسرة التي استشعرها لفقده، وتلك الفجيعة التي لا يجد لها دفعا، وهو يأسف لأنه لم يكن معه في ساعة الشدة حين قتل، إذن لوقف إلى جانبه أخا ناصرا معينا:

فلو نبأتني الطير أو كنت شاهدا ... لآساك في البلوى أخ لك ناصر2

وهو لا ينسى في غمرة هذا الأسى أن يسجل تعاونهما معا في ساعات الشدة، وأوقات الكفاح:

إذا راع روع الموت راع، وإن حمى ... حمى معه حر كريم مصابر3

طور بواسطة نورين ميديا © 2015