وقاربت من كفي ثم فرجتها ... بنزع إذا ما استكره النزع مخلج

فصاحت بكفي صيحة راجعت بها ... أنين الأميم ذي الجراح المشجج1

وكما يهتم الشعراء الصعاليك بصوت القوس، يهتمون أيضا بلونها، وهي عند الهذليين في ضوء ما وصل إلينا من شعرهم صفراء دائما:

وسمحة من قسي زارة صفـ ... ـراء هتوف عدادها غرد2

وصفراء البراية عود نبع ... كوقف العاج في ورك حدال3

وفي الشمال سمحة من النشم ... صفراء من أقواس شيبان القدم4

ولكنها عند الشنفرى أحيانا صفراء وأحيانا حمراء، ويبدو أن مرد هذا إلى دقة ملاحظة الشنفرى، وصدق تعبيره عن تجاربه، فالقوس تكون صفراء في أول أمرها، فإذا ما كثر أستعمالها وتعرضت للشمس والمطر والتقلبات الجوية صارت حمراء. يقول في تائتيه متحدثا عن أصحابه في بعض غزواته بهم:

وباضعة حمر القسي بعثتها ... ومن يغز يغم مرة ويشمت5

ويقول في قصيدة أخرى:

وصفراء من نبع أبي ظهيرة ... ترن كإرنان الشجي وتهتف6

ومن هنا اختلف الرواة في هذا البيت، فبعضهم يرويه "حمراء من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015