نبع"1، ولكن من الطريف أن تأبط شرا في رثائه له يصف قوسه بأنها صفراء:

يفرج عنه غمه الروع عزمه ... وصفراء مرنان وأبيض باتر2

أما وصف الصعاليك للرماح فهو قليل، ولعل السبب في هذا قلة اعتمادهم عليها في مغامراتهم، وذلك لأنها من الأسلحة التي يستخدمها الفرسان أكثر مما يستخدمها الرجالة، ومن هنا كان أشهر من تحدث عنها من الشعراء الصعاليك عروة بن الورد وهو من الصعاليك الفرسان3، وهو يرسم في رائيته المشهورة صورة رائعة له ولأصحابه، وهم على خيلهم يطاردون إبلا نهبوها، وقد أشرعوا رماحهم وسيوفهم ليدفعوا عنها أصحابها الذين خرجوا خلفهم ليستردوها:

سيفزع بعد اليأس من لا يخافنا ... كواسع في أخرى السوام المنفر

نطاعن عنها أول القوم بالقنا ... وبيض خفاف ذات لون مشهر4

وهي صورة تستمد روعتها من صدقها وحيويتها، فهذه الخيل القوية السريعة التي يمتطيها الفرسان الصعاليك مشغولة بمطاردة أخريات الإبل المنهوبة، أما فرسانها أنفسهم فمشغولون بمقاتلة القوات المهاجمة من أصحاب الإبل.

وقد مر بنا أن عروة ذكر رمحه من بين الأسلحة التي هي كل ما سيخلفه لورثته من بعده، وهو يذكر أنه رمح أسمر، قناته من الخطي المشهور، ثم هو رمح مقوم معتدل:

وأسمر خطي القناة مثقف ... وأجرد عريان السراة طويل5

والطريف في حديث عروة عن رمحه أنه لا يذكره إلا مقترنا بجواده، كما نرى في هذين المثلين، مما يؤيد تعليلنا لقلة وصف الشعراء الصعاليك للرماح بأنها من أسلحة الفرسان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015