يسمونهم "الصنائع"1. وفي أخبار امرئ القيس أنه لما خرج ليثأر لأبيه "جمع جمعا من بني بكر بن وائل وغيرهم من صعاليك العرب، وخرج يريد بني أسد"2، وفي مرة أخرى غزاهم "وقد جمع جموعا من حمير وغيرهم من ذؤبان العرب وصعاليكها"3، وأنه لما استنصر مرثد الخير الحميري أمده بخمسمائة رجل من حمير خرج بهم، وتبعه شذاذ من العرب4، وفي أخبار زيد الخيل الطائي أنه "جمع طيئا وأخلاطا لهم، وجموعا من شذاذ العرب، فغزا بهم بني عامر ومن جاورهم من قبائل العرب من قيس"5، وفي أخبار زهير بن جناب أنه جمع بني كلب "ومن تجمع له من شذاذ العرب والقبائل"، فغزا بهم بكرا وتغلب6، وفي أخبار أبي جندب الهذلي أنه خرج ليثأر لأخيه "فقدم مكة فواعد كل خليع وفاتك في الحرم أن يأتوه يوم كذا وكذا فيصيب بهم قومه"7، وفي أخباره أيضا أن بني لحيان قتلوا جارين له، فقدم مكة ولما قضى نسكه "خرج في الخلعاء من بكر وخزاعة، فاستجاشهم على بني لحيان، فخرجوا معه، حتى صبح بهم بني لحيان"8، وفي شعر خفاف بن ندبة إشارة إلى اشتراك الصعاليك في بعض الغزوات9.
ولعل من أسباب هذا كثرة الصعاليك وانتشارهم في أرجاء الجزيرة العربية في العصر الجاهلي بصورة واسعة، وقد مر بنا في الفصل الأول أن النعمان بن المنذر لما طلبه كسرى، وهرب مستنجدا بقبائل العرب، نصحه بعضهم بالعودة إلى كسرى، فإن صفح عنه عاد ملكا غزيرا، وإلا فالموت خير من أن