أنه رأى طلائع جيش لبكر بن وائل جاءوا ليغيروا على تميم، فاستغل سرعة عدوه لينذر قومه حتى لا يؤخذوا على غرة1.
ولكن من المهم أن نلاحظ أن العصبية القبلية قد تطورت في نفس السليك من عصبية ضيقة الأفق إلى عصبية ذات أفق واسع، ترتفع عن العصبية القريبة التي كانت تؤمن بها القبيلة في حدودها الضيقة إلى عصبية واسعة تشمل الجنس كله الذي تنتمي إليه القبيلة، فهي عصيبة من نوع آخر غير العصبية القبلية التي كانت تؤمن بها كل قبيلة، ويصح أن نطلق عليه "عصبية جنسية".
ويجب ألا نفهم من هذا أن السليك كان مرتبطا بقبيلته كسائر أفرادها، فقد كان يحيا حياته الخاصة، حياة التصعلك، خارج قبيلته، دون أن يرتبط بها في شيء، أو يعتمد عليها في شيء.
وقد نشأ عن كفر صعاليك العرب بالعصبية القبلية، وإيمانهم بعصبية مذهبية قوامها "الغزو والإغارة للسلب والنهب" أنهم كثيرا ما كانوا يقومون في المجتمع الجاهلي بدور يشبه دور "الجنود المرتزقة" عند الأمم الأخرى، "فما دام هؤلاء الصعاليك لا يعرفون العيش إلا في ظلال سيوفهم، وما داموا لا ينتظرون في حياتهم أي سلام أو أمن، فقد كانوا يقاتلون أحيانا كما يقاتل الأبطال الشجعان، ومن هنا كان الأشراف الذين يرغبون في أن يوجهوا إلى خصومهم ضربة قاصمة يلجئون إلى بسالتهم مفضلين إياهم على رجال قبائلهم"2.
وتحدثنا الأخبار أن قوما من شذاذ العرب كانوا يكونون مع الملوك، وكانوا