الشعر والشعراء (صفحة 314)

فلمّا بلغ الشعر معاوية رفع ثندؤتيه [1] وقال: لقد علم الناس أن الخيل لا تجرى بمثلى، فكيف قال هذا؟! ومن جيّد شعره قول لمعاوية [2] :

يا أيّها الملك المبدى عداوته ... روّىء لنفسك أىّ الأمر تأتمر

وما شعرت بما أضمرت من حنق ... حتّى أتتنى به الأخبار والنّذر [3]

فإن نفست على الأقوام مجدهم ... فابسط يديك فإنّ الخير يبتدر

واعلم بأنّ علىّ الخير من نفر ... شمّ العرانين لا يعلوهم بشر

نعم الفتى أنت، إلّا أنّ بينكما ... كما تفاضل ضوء الشّمس والقمر [4]

وما إخالك إلا لست منتهيا ... حتّى يمسّك من أظفاره ظفر

إنى امرؤ قلّ ما أثنى على أحد ... حتى أرى بعض ما يأتى وما يذر [5]

لا تمدحنّ امرأ حتّى تجرّبه ... ولا تذمّنّ من لم يبله الخبر

571* وهجا قريشا- لعنه الله- فقال [6] :

إنّ قريشا والإمامة كالّذى ... وفى طرفاه بعد أن كان أجدعا

وحقّ لمن كانت سخينة قومه ... إذا ذكر الأقوام أن يتقنّعا [7]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015