ميامين لا كشف اللقاء لدى الوغى ... ولا نكد إن حشت الحرب بالنكد1
وتمجد وكيع بن أبي سود تمجدا كثيرا بنفسه، فيه العجب والكبر، وفيه الصلف والغرور، إذ يقول مصورا ازورار العرب عنه، وتحاميهم له، لبذاءة لسانه، وكثرة شره وأذاه2:
قد جربوني ثم جربوني ... من غلوتين ومن المئين3
حتى إذا شبت وشيبوني ... خلوا عناني وتنكبوني
ويقول معتزا بنسبه وأصالته4:
أنا ابن خندف تنميني قبائلها ... للصالحات وعمي قيس عيلانا
وعلى نحو ما تمدح القبائل العربية في خراسان بالثورة على قتيبة، وعزا كل منهم قتله إلى قبيلته أو إلى حلفائها، تمدح الشعراء في العراق من القبائل نفسها بذلك. فالطرماح بن حكيم الطائي القحطاني الكوفي يكرر المعاني التي رجعها شعراء الأزد كثيرا بخراسان، مع الإفاضة فيها، والتعظيم لأمرها، ومع الإحساس القوي بالعصبية لأهل اليمن والتعالي بهم على العرب كافة، ومع المن على المسلمين والخلفاء الأمويين. فقومه هم الذين صانوا للعرب وحدتهم وسيادتهم، وهم الذين وفوا للخليفة، لأنهم حماة الإسلام في أول عهده، وأنصار الأمويين، الذائدين عنهم، الموطدين لحكمهم، وذلك قوله5:
لولا فوارس مذحج ابنة مذحج ... والأزد زعزع واستبيح العسكر