ولما رأينا الباهلي بن مسلم ... تجبر عممناه عضبا مهندا1

وهذا الحضين بن المنذر الرقاشي، سيد بكر، يتمدح بأن حلفاءه من الأزد هم الذين فتكوا به، وأنهم هم الذين ساعدوا تميما على الأخذ بثأرها منه، إذ اختاروا لقتله رجلين جبارين، وانتخبت هي رجلا هزيلا، أسود الأنف، مختوم الذراعين، أصم الأذنين، قبيح الخلقة، بشع الوجه، وهو وكيع بن أبي الأسود، يقول2:

وإن ابن سعد وابن زحر تعاورا ... بسيفهما رأس الهمام المتوج3

وما أدركت في قيس عيلان وترها ... بنو منقر إلا بالازد ومذحج

عشية جئنا بابن زحر وجئتم ... بأدغم مرقوم الذراعين ديزج4

أصم غداني كأن جبينه ... لطاخه نقس في أديم ممجمج5

أما بيهس بن حاجب التميمي فيذهب إلى أن وكيعا هو الذي ثار لقتلى عشيرته من الأهاتم، وانتصر للخلافة، ولسليمان بن عبد الملك، إذ لم يكد ينادي شجعان قومه حتى لبوا نداءه، لأن من عادتهم أن يسرعوا إلى المستغيث، ويتسابقوا إلى المعالي، مع إعداد العدة للحرب، والفوز فيها بالنصر. يقول6:

ورد على سعد وكيع دماءها ... حفاظا وأوفى للخليفة بالعهد

ولما دعى فينا وكيع أجابه ... فوارس ليسوا بالرباب ولا سعد

فوارس من أبناء عمرو بن مالك ... سراع إلى الداعي سراع إلى المجد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015