وتقطعت بهم البلاد ولم يؤب ... منهم إلى أهل العراق مخبر

واستطلقت عقد الجماعة وازدري ... أمر الخليفة واستحل المنكر1

قوم هم قتلوا قتيبة عنوة ... والخيل جانحة عليها العثير2

بالمرج من مرج الصين حيث تبينت ... مضر العراق من الأعز الأكثر

إذ حالفت جزعا ربيعة كلها ... فتفرقعت مضر ومن يتمضر

وتناقلت أزد العراق ومذحج ... للموت يجمعها أبوها الأكبر3

من مذحج والازد حين تجمعت ... للحرب زمزمة تغط وتهدر4

كفت الذين تغيبوا من قومهم ... من كان يعرف منهم أو ينكر

والأزد تعلم أن تحت لوائها ... ملكا قراسية، وموت أحمر5

والأزد تعلم ما يقال ضحى غد ... تحت اللواء فتستحد وتصبر6

قحطان تضرب رأس كل متوج ... وعلى بصائرها وإذ لا تبصر

في عزنا انتصر النبي محمد ... وبنا تثبت في دمشق المنبر#

أما الفرزدق شاعر بني تميم في البصرة فينسب كل ما حدث بخراسان إلى قومه، ويستشعر مكانة قبليته استشعارا عارما. ويبدئ ويعيد في المعاني التي رددها شعراء تميم بخراسان، مع الإسهاب فيها، والتضخيم لها، فإذا قومه هم الذين أراقوا دم قتيبة، ومنعوا أخاه ضرارا من الموت، وإذا هم الذين جاهدوا جهادا قويا لإعلاء كلمة الله في الأرض، فانتشر الإسلام في كل ناحية، وارتفع صوت المؤذن في كل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015