الأخرى1، كما كانت بعض القرى شركة بين قبائل عديدة مثل قرية خلم التي اقتسمها الأزد، وتميم، وقيس2. وإن كان المقدسي يرى أنها بلاد الأزد3، ولعله يقصد بذلك أنهم كانوا أكثر القبائل بها.
كذلك كان العرب يقيمون بالبروقان التي تبعد فرسخين عن بلخ، وهي أكبر مدن الإقليم الشرقي. وكان الجنود يحتشدون فيها مع أمرائهم4. وفي نهاية القرن الأول أرسل إليها قتيبة بن مسلم اثني عشر ألف جندي، عليهم أخوه عبد الرحمن، ليقمع بهم ثورة نيزك طخارستان5. وفي مستهل القرن الثاني كان بها عشائر من قبائل مختلفة، من الأزد، وبكر، وتميم6. ثم حول أسد بن عبد الله القسري المقاتلة منها إلى بلخ، وبنى لهم فيها دورا، ونقل الدواوين إليها، وعمرها بعد أن كانت خرابا7. ومنذ ولاية أسد الأولى أهمل العرب البروقان، لأنها مكشوفة غير محصنة، وتجمعوا ببلخ فكان منهم بها سنة ثمانية عشرة ومائة ألفان وخمسمائة جندي من أهل الشام، بجانب الأزديين والبكريين والتميميين8.
وقد نقل اليعقوبي إحصائية موجزة للقبائل العربية بمدن خراسان، تظهر أن العشائر المنتمية إلى غير قبيلة كانت تقيم في المدينة الواحدة، وتظهر أيضا أن العرب كانوا مختلطين بالعجم فيها. وهي إحصائية وإن كانت غير منقولة ولا مسجلة في العصر الأموي، بل في العصر العباسي، فإنها تكشف لنا عن بقايا التجمعات العربية في المدن الخراسانية لعهد بني أمية. ومن تلك المدن التي وصف اليعقوبي سكانها نيسابور، وأهلها