استولى عليها، هدم دور المضرية بها1. ولكننا لا نرتاب في أن والي خراسان وشرطته وقضاته والحامية التي كانت تقوم على حراسته، وغيرهم من المسؤولين الذين كانوا يشرفون على جمع الجزية والخراج، قد استوطنوا هم وأسرهم داخل المدينة.

على أن الأخبار المتأخرة عن العرب بخراسان تشير إلى أنهم استقروا بكثير من القرى المحيطة بمرو الشاهجان، وأن سادتهم وأشرافهم كانوا يملكون أكثر أراضي تلك القرى، بحيث نسبت إليهم، وهي قرى كان معظمها منتشرا في سهل المدينة، وواحتها. وقد حفظ الطبري لنا أسماء بعضها، ومنها قرية لطئ يقال لها بونية2، وقرية حرب بن عامر3، وقرية بالين أو اللين4، وقرية سفيذنج5، وقرية فنين6، وكلها لخزاعة. ومنها قرية لكندة، وقرية لبني العنبر7، وقرية لخالد بن إبراهيم8. إلى غير ذلك من القرى التي عددها، وسماها بأسمائها9. وكان العرب الذين سكنوا هذه القرى يمارسون الزراعة ويدفعون الضرائب10.

وكانت قيس هي الغالبة بنيسابور، في غربي خراسان، وخاصة في أواخر العصر الأموي11 وكانت بكر تمثل أكبر نسبة من القبائل العربية بهراة في جنوبي خراسان. ومعروف أنها كانت تنزل في أول الأمر بمرو الروذ، وأنها ظلت مقيمة بها حتى قتل عبد الله بن خازم السلمي سليمان بن مرثد فيها، وعمرو بن مرثد بالطالقان، فارتحل البكريون من مرو الروذ إلى هراة، ولحق بهم سائر أبناء قبيلتهم الذين كانوا مبثوثين بنواحي خراسان، فكان لهم بها جمع كثير12.

وفي شرقي خراسان كانت أرض بكر، وأرض تميم متداخلتين، وكانت القبيلتان تتنازعان على بعض الأماكن، كل منهما تدعي أنها هي التي سبقت إليها واحتلتها قبل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015