أخلاط من العرب والعجم1، وطوس، وبها قوم من العرب من طيئ وغيرهم، وأكثر أهلها من العجم2، ومرو الشاهجان، وأهلها أشراف من دهاقين العجم، وبها قوم من العرب، من الأزد وتميم وغيرهم3، وهراة، وبها قوم من العرب4، وبوشنج، وبها عرب يسير5، ويختتم اليعقوبي حديثه عن سكان مدن خراسان، وتحديده لنسبة العرب والعجم فيها، وتعيينه للقبائل العربية التي كانت في كل منها بقوله: "في جميع مدن خراسان قوم من العرب من مضر وربيعة، وسائر بطون اليمن"6.

وأما الأسباب التي كان العرب بخراسان يكتسبون أرزاقهم منها، فالواضح أن المقاتلين المسجلين في ديوان العطاء كانوا يتقاضون رواتب دائمة من الدولة، كما كانت الدولة تفرض عطاء لبعض أفراد أسرهم، كان يشمل زوجة المقاتل وواحدا أو اثنين من أولاده. وكان المقاتلون يفوزون بأسهم، من الغنائم التي كانوا يحتازونها في غزواتهم المستمرة لما وراء النهر.

وليس من السهل أن تحدد المبلغ الذي كانت الدولة تدفعه للمقاتل أو لزوجته أو لأولاده، ولكن يمكن أن نستأنس بما كانت تجريه على الجنود وعوائلهم وأطفالهم بالبصرة، لأن الكثرة المطلقة من مقاتلة خراسان كانت منها. فأعلى عطاء كانت الدولة تعطيه للجندي في البصرة ثلاثة آلاف درهم، وأدناه مائتان7. أما أغلبية الجند فكانت رواتبهم تتراوح ما بين مائتي درهم، وألف وخمسمائة درهم8. وكان عطاء النساء مائتي درهم، وعطاء الأطفال دون السابعة عشرة مائة درهم. ومن المشكوك فيه أن العطاء كان يخصص لكل الأطفال، لأن الميزانية لم تكن تساعد على ذلك9.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015