أبو العاصي أبوه وعبد شمس ... وحرب والقماقمة الكرام1
ومروان أبو الخلفاء عال ... عليه المجد فهو له نظام
وبيت خليفة الرحمن فينا ... وبيتاه المقدس والحرام
ونحن الأكرمون إذا نسبنا ... وعرنين البرية والسنام2
فأمسينا لنا من كل حي ... خراطيم البرية والزمام3
لنا أيد نريش بها ونبرى ... وأيد في بوادرها السمام4
وبأس في الكريهة حين نلقى ... إذا كان النذير بها الحسام
فاصطنع نصر المضريين، واستعان بهم، ولم يستعمل في السنوات الأربع الأول من ولايته إلا مضريا5، فاستاء الأزد، وقال رجل من أهل الشام من اليمانية: "ما رأيت عصبية مثل هذه"، فقال نصر: "بلى، التي كانت قبل هذه"6، يعني انحياز أسد بن عبد الله القسري للأزد وأهل اليمن. وازدهرت الحياة بخراسان في إمارته، وعمرت البلاد عمارة لم تعمر قبل مثلها، وصلحت أحوال العرب والعجم. فقال سوار بن الأشعر يمدحه، موازنا بين عهده وما عم فيه من الطمأنينة، والاستقرار والانتعاش، وعهد أسد وما ساد فيه من الرعب والقلق والكساد7:
أضحت خراسان بعد الخوف آمنة ... من ظلم كل غشوم الحكم جبار
لما أتى يوسفا أخبار ما لقيت ... اختار نصرا لها نصر بن سيار
وهو يدعي أن يوسف بن عمر الثقفي هو الذي انتخب نصرا أميرا لخراسان، لينقذ العرب بها من مفاسد سياسة أسد السابقة، ويرفع عنهم الحيف والعسف. وهو بذلك يزيف وقائع التاريخ وحقائقه، إذ الصحيح أن يوسف لم يزك نصرا، بل تشكك