الوعورة والحزونة، ولا شك أنهم لو حدوا التصوف حدًا جامعًا، وقيدوه بالكتاب والسنة لأدى ذلك إلى كشف زيف ما يظهرونه من أمور تخدع الساذج والمغفل.

وهذا الأمر هو الظاهر في عدم تعريفهم التصوف تعريفًا واحدًا جامعًا مانعًا، فليس في تناقض أقوالهم وعدم تعريف التصوف بتعريف جامع مانع أي عظمة قدر لهم كما يزعمون.

نشأة التصوف:

إذا تتبعنا كتب التاريخ التي كتبت عن نشأة الفرق في الإسلام فإننا سنجد بأن أول بوادر ظهور التصوف وبروزه ظاهرة معروفة بهذا الاسم ولها تعاليم خاصة بها ومدرسة وتلاميذ تربيهم خاصة تختلف مع التربية العامة التي يسلكها أهل السنة والجماعة في تربية الأجيال المسلمة، كان في القرن الثاني الهجري، وذلك نتيجة توسع الفتوحات الإسلامية واختلاط الشعوب المتنوعة المختلفة في عقائدها وأجناسها ولغاتها، ولذا لا يستبعد أن يكون بعض من المسلمين تأثروا بالعقائد التي كانت موجودة وسائدة هناك، خاصة وأن التصوف كان معروفًا قبل الإسلام في الأمم الماضية وبالأخص في بلاد فارس والهند، وكان من مصادره الديانة النصرانية المنحرفة، وبعض الديانات الوضعية؛ كالهندوسية والبوذية، واليونانية الوافدة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015