المقصود بالمتصوفة في هذا الباب:

المتصوفة على أقسام عدة كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ وذكره الرازي أيضًا في بعض مصنفاته. والمقصود من هذه الأقسام عندنا ما يلي:

1 - المتصوفة الحلولية: وهم القائلون بحلول الله في بعض مخلوقاته.

2 - المتصوفة الوجودية: وهم القائلون بوحدة الوجود.

3 - المتصوفة الإباحية: وهم القائلون بسقوط التكاليف وإباحة المحرمات.

4 - المتصوفة القبورية: وهم الداعون إلى دعاء الأنبياء والأولياء أحياءً وأمواتًا، من دون الله أو مع الله، والمستغيثون بهم، والطالبون لكشف الكربات وقضاء الحاجات منهم.

ولما كان هدفنا هنا بيان المشركين بالله جل وعلا في الربوبية بتعطيل حقيقة ما يجب على العبد من التوحيد، فإننا سوف نتناول فيما يلي: المتصوفة الحلولية، والمتصوفة الوجوية (أصحاب الوحدة والاتحاد). راجياً أن يكون الكلام على المتصوفة القبوبية في المبحث الثاني ـ بمشيئة الله ـ وأما المتصوفة الإباحية فهم مندرجون تحت شرك تعطيل الرب ج وعلا في كماله المقدس بتعطيل أفعاله، وقد سبق الكلام عليه.

المتصوفة الحلولية والوجودية قديمًا وحديثاً:

ولعل أول من قال بالحلول من المتصوفة في الإسلام هو الحلاج، فمن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015