جمع من أهل السنة الذين صنفوا في الرد على التصوف، كابن خلدون، وابن تيمية.

أما في اصطلاح الصوفية، فقد وجد لديهم عبارات تفوق المئات بل الآلاف في تحديد هذا المصطلح، ولعل أصح ما قال فيه أحد متأخريهم: (إنه لم ينته الرأي فيه إلى نتيجة حاسمة بعد).

ومن الطريف أنهم يرجعون ذلك إلى عظمة قدر التصوف والصوفية حيث إن التصوف ـ كما يحلله هؤلاء ـ لا تدرك أغواه ولا تبلغ أبعاده، إذ هو مادة جميع العلوم والفنون، فيفوق الحدود والضوابط، ولا يقدر أحد أن يجمع كل جوانبه في ألفاظ قليلة حاصرة، بل غاية أمر المتعرض لتعريفه وحده أن يعبر عما أدركه هو في التصوف، وما رآه من مقامات الرجال وأحوالهم، فكل يعبر عن حاله وذوقه ومشاهداته التي يزعمها.

وهذه النزعة الباطنية تهدف ـ بلا ريب ـ إلى فتح طرق ومسالك ينفذ منها أهل التصوف إلى سن طرق ومخارج جديدة في البدعة كلما شدد عليهم الخناق.

فهم لا يريدون أن يكون التصوف مما يضبط بضوابط معينة، ويحدُّ بحدود معلومة، بل يريدونه شعاباً وأوعارًا لا تحد ولا تحصى، فمتى اكتشف الناس أن شعباً ما يؤدي إلى مخالفة الكتاب والسنة فتحوا شعباً آخر أكثر إيغالاً في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015