أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ (40) قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ)، والملائكة لا تعينهم على الشرك لا في المحيا ولا في الممات، ولا يرضون بذلك ... ).
وقال ابن القيم: (ومن تلاعبه ـ أي الشيطان ـ بهم: أن زين لقوم عبادة الملائكة فعبدوهم بزعمهم، ولم تكن عبادتهم في الحقيقة لهم، ولكن كانت للشياطين، فعبدوا أقبح خلق الله وأحقهم باللعن والذم ... ).
أما المعبودات السماوية التي لا تعقل فهذه كثيرة، منها:
عبادة الكواكب، وهي على قسمين:
1 - عبادة الأجرام الكبرى؛ وهي الشمس والقمر والزهرة.
قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ).
قد رأى بعض العلماء: (أن عبادة أهل الجاهلية هي عبادة الكواكب في الأصل، وأن أسماء الأصنام والآلهة وإن تعددت وكثرت، إلا أنها ترجع كلها إلى ثالوث سماوي، هو الشمس والقمر والزهرة، وهو رمز لعائلة صغيرة، تتألف من أب هو القمر، ومن أم هي الشمس، ومن ابن هو الزهرة، وذهبوا إلى أن أكثر أسماء الآلهة هي في الواقع نعوت لها، وهي من قبيل ما يقال له: الأسماء الحسنى لله في الإسلام).