والإنس والجن. كما حدثني ... عن مجاهد في قول الله تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ) فنقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء؟ قال: عيسى، وعزير والملائكة ... ).
وقال الماوردي: (قوله: (وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ) قال مجاهد: هم عيسى وعزير والملائكة، وقوله: (أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ) هذا تقرير لإكذاب من ادعى ذلك عليهم وإن خرج مخرج الاستفهام، وفيمن يقال له ذلك قولان:
أحدهما: أنه يقال للملائكة، قاله الحسن.
الثاني: لعيسى وعزير والملائكة، قاله مجاهد).
وقال ابن كثير: (يقول تعالى مخبراً عما يقع يوم القيامة من تقريع الكفار في عبادتهم من عبدوا من دون الله من الملائكة وغيرهم، فقال: (ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله). قال مجاهد: هم عيسى والعزير والملائكة ... ).
والمقصود: بيان أن من مشركي العرب من كان يعبد الملائكة وذلك بتصويرهم كما صور لهم الشياطين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمة الله عليه ـ: (وقد يعتقدون أنهم يعبدون الملائكة وإن كانوا في الحقيقة إنما يعبدون الجن، فإن الجن هم الذين يعينونهم ويرضون بشركهم، قال تعالى: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ