فهذه بعض أشعار العرب الدالة على أنهم كانوا يذبحون لأصنامهم، ومعروف أن الذبح لغير الله من الشرك بالله في الألوهية.

ج- ومن مظاهره أيضًا: الحلف بالآلهة، ومن الأشعار الدالة عليه ما روي عن بعضهم:

حلفت بأنصاب الأقيصر جاهدًا ... وما سحقت فيه المقاديم والقمل

وقول الآخر منهم:

حلفت غطيف لا تنهنه سربها ... وحلفت بالأنصاب أن لا يرعدوا

ومثل هذا كثير في أشعارهم، ولعل من أبرزها ما كانت تقوله قريش:

وباللات والعزى ومن دان دينها ... وبالله إن الله منهن أكبر

د- ومن مظاهره أيضًا: ذكرهم بعض الأشعار التي تدل على أنهم إنما يطلبون من هذه الأصنام الشفاعة، فمن ذلك ما كانت قريش تقول عندما تطوف الكعبة:

واللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى فإنهن الغرانيق العلى

وإن شفاعتهم لترتجى.

فهذه بعض أشعار العرب الدالة على أن شرك العرب في الغالب كان في العبادة، وهم في ذلك مقرون بالله جل شأنه ـ بالربوبية حتى وبالألوهية أيضًا ـ، ولكن الذي يفقدهم هو إفراده سبحانه بالعبادة.

ولكن ما الذي جرهم إلى عدم إفراد العبادة؟ وما الذي حملهم على عبادة غير الله تعالى إذا كانوا يقرون بالله ربًا وخالقًا ورازقًا ومعبودًا؟ هذا ما سيأتي بيانه فيما يلي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015