للأشياء كلها، ومع هذا يعبدون معه غيره ممن لا يملك لهم ضرًا ولا نفعًا).

فهذه بعض الآيات القرآنية التي تدل على أن أغلب المشركين كانوا يعترفون بربوبية الله جل شأنه وخالقيته ورازقيته، وينسبون تدبير أمورهم وشئونهم إلى الله سبحانه وحده، وهم مع هذا كانوا مشركين، فشركهم ليس إلا في العبادة.

النوع الثاني من الأدلة على ذلك: احتجاج الله جل وعلا على أحقيته بتوحيد العبادة بإقرار المشركين عن معبوديهم بأنها لا تملك النفع والضر لأحد فضلاً عن أن تملك كشف الضر عن أحد. وقد ذكره الله عز وجل في آيات كثيرة، منها:

1 - قوله تعالى: (قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا).

قال ابن كثير في تفسير الآية: (يقول الله تعالى منكرًا على من عبد غيره من الأصنام والأنداد والأوثان ومبينًا له أنها لا تستحق شيئًا من الإلهية وفقال تعالى ... قل يا محمد لهؤلاء العابدين غير الله ... أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرًا ولا نفعًا، أي لا يقدر على دفع ضر عنكم ولا إيصال نفع إليكم، والله هو السميع العليم .. فلم عدلتم عنه إلى عبادة جماد لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم شيئًا، ولا يملك ضرًا ولا نفعاً لغيره ولا لنفسه).

والمقصود: أن السؤال كان سؤال إنكار وتقرير.

2 - قوله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُكُم إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015