فهذا نص صريح على أنهم كانوا يتحاكمون إلى الكهان، وأعطي لهم سلطة التشريع والحكم في القضايا، وهذا لا شك في كونه شركًا مع شرك ـ كما أسلفنا ـ.
ومما يلحق بالكهانة: العيافة والطرق والطيرة، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((العيافة والطرق والطيرة من الجبت)).
والمقصود بالعيافة: زجر الطير والحيوان، والاستدلال بأصواتها وحركاتها وسائر أحوالها على الحوادث، واستعلام ما غاب عنهم.
وأما الطيرة: فسيأتي الكلام عليها مفصلاً فيما بعد.
وأما الطرق. فهو الخط في الأرض، وقال بعضهم: الضرب بالحصى ويسمى علم الرمل، حيث يستدلون بأشكال الرمل على أحوال المسألة حين السؤال.
وأما الجبت: فهو الكهانة والسحر، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (الجبت: السحر، والطاغوت: الشيطان). وهكذا روي عن ابن عباس وأبي العالية ومجاهد وعطاء وعكرمة وسعيد بن جبير والشعبي والحسن والضحاك والسدي.
والمقصود: أن هذه الأشياء كانت موجودة في العرب في