من العرب قد تهودوا وتنصروا، ومعلوم: أن اليهود والنصارى كان عندهم ألوان من الشرك في الربوبية والشرك في الألوهية، وقد سبق إيرادها بالتفصيل، فلينظر هاهنا.
وإنما أقتصر هنا على بيان بعض القبائل التي تأثرت باليهودية والنصرانية:
فكانت اليهودية في حمير بعد أن كان الغالب فيهم من المجوس وعبدة الشمس ونحو ذلك، وقد كانت النصرانية في ربيعة وغسان وبعض قضاعة، وكأنهم تلقوا ذلك عن الروم، وكان بنو تغلب أيضًا من نصارى العرب، كما كان أهل نجران أيضًا من نصارى العرب.
4 - ومن ذلك: شرك كثير ممن كان يشرك بالله بالكواكب العلويات، ويجعلها أرباباً مدبرة لأمر هذا العالم، كما هو مذهب مشركي الصابئة وغيرهم.
وقد وقع فيه بعض العرب، قال الشهرستاني: (منهم ـ أي من العرب ـ من يصبو إلى الصابئة، ويعتقد في الأنواء اعتقاد المنجمين في السيارات، حتى لا يتحرك ولا يسكن ولا يسافر ولا يقيم إلا بنوء من الأنواء ويقول: مطرنا بنوء كذا وكذا ... ).
وقد سبق معنا بيان عقائد الصابئة بأنهم يقولون: لا سبيل لنا للوصول إلى جلاله (الرب) إلا بالوسائط، فالواجب علينا أن نتقرب إليه بتوسطات