بسبب أنهم بحثوا في أمم مر عليها آلاف السنين، وهي تعتبر في عالم الغيب الذي لا مصدر صحيح لمعرفته إلا بالوحي، ولذلك جاءت أبحاثهم مناقضة للبحث العلمي والمنهج العلمي الصحيح؛ لأنهم بحثوا فيما لا يستطيع العقل أن يبحث فيه، وكانت أقوالهم رجمًا بالغيب؛ ليأتوا بما يوافق أهواءهم من النتائج.
د- وأما ردنا على هذه النظرية من أبحاث العلماء القائلين بنظرية أصالة التوحيد المنكرين لنظرية التطور، فنقول:
انقسم علماء الأجناس ومقارنة الأديان إلى فريقين:
1 - فريق قال بنظرية التطور، وقد سبق ذكرها.
2 - وفريق آخر من العلماء قال بنظرية معاكسة تمامًا للنظرية الأولى، ومن أمثال هؤلاء العلماء: لانج، وشريدر، وفريزر شميدث، وبتاتزوني، وفوكارت، فقد توصل هؤلاء العلماء من خلال أبحاثهم التي قاموا بها إلى أن الأصل هو التوحيد وليس الشرك، وسموا نظريتهم: (نظرية فطرية التوحيد وأصالته)، وقد انتصر لهذه النظرية فريق كبير من العلماء وأيدوها بما توصلوا إليه من اكتشافات وحفريات قديمة تدل على أن هناك أممًا عريقة في القوم لم تكن تعرف تعدد الآلهة، وكانت تؤمن بالإله الواحد. وبنوا عليه أن عقيدة الوحدانية هي أقدم ديانة عرفها البشر، وأن التعدد والوثنية طارئة ومتطفلة على عقيدة التوحيد.