وأيضاً: ما الذي حال بين الإنسان وبين التطور إلى صفة أخرى أعظم من البشرية؟ لابد أن قدرة خارجة عن نطاق قوته جعلته إنسانًا لا يختلف شكله على طورا لدهور، ولا يلتبس شكله وقوامه بشكل الذرة أو البعوضة، أو الفيل، فجعلت تلك القوة الإنسان إنسانًا والحيوان الغير ناطق حيوانًا، والنخلة نخلة والذرة ذرة ... إلى آخر هذه المخلوقات التي تملأ الأرض. إنها سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلاً. فجعلت تلك السنة الإلهية القمر في مكانه والشمس في مكانها، والنجوم في مكانها، والأرض والجبال والبحال كلاً في مكانه، وفي فلك يسبح فيه، فالشمس التي كانت قبل ملايين السنين هي نفسها شمس اليوم، وكذلك القمر والنجوم والأرض وهيئة الكون، إنها قوة إلهية، يعجز أولئك الملاحدة أن يأتوا بدليل يقنع أحدًا سليم العقل والفطرة، وصدق الله العظيم رب الأولين والآخرين حين قال: (مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا).
ب- يرد عليهم كذلك: بأن المنهج الذي سلكه العلماء القائلون بنظرية التطور حتى توصلوا لما توصلوا إليه من نتائج تطورية، هو منهج خاطئ؛ لأن مقارنتهم كانت لا تفرق بين الدين الصحيح والخرافات الأسطورية الهمجية التي كانت منتشرة عند الشعوب القديمة عن الأرواح والأحلام وما إلى ذلك، فجعلوا عقيدة التوحيد على قدم المساواة بالعقائد الأخرى الباطلة، فهم لا يفرقون بين اليهودية والنصرانية والصابئية، والمجوسية والبوذية والهندوكية، وسائر أنواع الشرك من جهة، وبين الإسلام من جهة أخرى.
ج- ونرد عليهم كذلك: بأن بحوثهم قامت على افتراضات وتخمينات