منظمة منذ عام 1828، وكان من روادها روسليني1، ولبسيوس، وواصل هذا الأخير عمله ونشر مجلدات ضخمة منذ عام "1849"2. صور ورسم فيها طائفة كبيرة من الآثار الظاهرة في مصر والنوبة، وآثارا أخرى كشف بنفسه عنها في سقارة ومصر الوسطى. ومنذ ذلك الحين سار وصف الآثار ورسمها وتصويرها جنبا إلى جنب مع التنقيب عن الآثار المدفونة، ودراسة اللغة المصرية القديمة.
وبدأت دراسة اللغة المصرية وجهتها العلمية بعد العثور مصادفة على حجر رشيد في عام 1799، ومحاولة قراءة نصوصه، وهو حجر من البازلت الأسود عثر عليه خلال حفر خندق حول قلعة قايتباي "أو سان جوليان" برشيد، وحاول الفرنسيون أن يخرجوا به من مصر مع غيره من الآثار التي وجدوها في أرضها، ولكن هزيمتهم في أبي قير أدت إلى انتقال هذه الآثار ومن بينها حجر رشيد إلى المتحف البريطاني بلندن.
نقشت على واجهة حجر رشيد سطور كثيرة، بقي منها 14 سطرا كتبت بالخط الهيروغليفي في أعلاه، و32 سطرا كتبت بالخط الديموطي في وسطه، و54 سطرا كتبت باللغة اليونانية في أسفله. وحاول قراءة هذه الخطوط عدد من الباحثين، منذ عام 1802، وكان أكثرهم مثابرة أربعة: صلى الله عليه وسلمkerblad, T. Young, S. عز وجلe Sacy, صلى الله عليه وسلمnd J.F. Champollicn كما كان أكثرهم توفيقا وحظا واستمرارا هو جان فرنسوا شامبليون وانتهت دراساتهم المتفرقة عام 1821 إلى أن نقوش الحجر تضمنت قرارا أصدره المصريون المجتمعون في منف في عام 196ق. م، وشكروا فيه الملك البطلمي إبيفانس على إعفاء معابدهم من تكاليف فرضها أسلافه عليها. وما نود أن ندع شكر الكهنة هذا بغير أن نعقب عليه بحقيقتين، وهما: أن الكاتب المصري كاتب الحجر تعمد أن يجعل كتابته الهيروغليفية المقدسة في أعلى الحجر، وسجل كتابته الديموطية الشعبية في وسطه، ونحى الكتابة الإغريقية لغة الملك البطلمي وبطانته إلى أسفله، وذلك مما قد يعني أن عجز المصريين المادي إزاء حكامهم البطالمة الأجانب لم يمنعهم من أن يتلمسوا كل سبيل يعبر عن قوميتهم الدفينة وينتقم لكرامتهم المغلوبة على أمرها، وذلك على الرغم من أن الحجر قد أقيم في منطقة غلب عليها النفوذ الإغريقي سواء أكان ذلك في رشيد نفسها أم كان قد نقل إليها من منطقة سايس.
أما الحقيقة الثانية فتتمثل في أن ثناء الكهنة المصريين على الملك الأجنبي لم يمنعهم من أن يلمزوه في سياق النص بعبارات ضمنية، كانت منها عبارة تقول "إن الملك ثبت للمعابد ومصر تقاليدها وفقا للقانون" وكأنهم بعبارتهم هذه التي ضمنوها عامدين في سياق شكر الملك لم يروا فيما أثابهم به هذا البطلمي غير تسليم بما يأمر به التقليد أو العرف الواجب والقانون3.
فقد حجر رشيد عددا كبيرا من سطوره الهيروغليفية، ولكنه تضمن سطوره الديموطية والإغريقية شبه كاملة، ويسر على الباحثين قراءة نصوصه معرفتهم السابقة باللغة الإغريقية، وورود عبارة في النص