ثاني فراعنة الأسرة الخامسة من صور هذه الاتصالات أنه وردت في عهده كميات هائلة من منتجات بوينة، وصور فنانوه أفرادًا من هذه البلاد في مناظر معبده بأبو صير على هيئة الخاضعين لسطوته1، وإن كانوا في الأغلب ممن يتاجرون مع دولته.
واتسعت اتصالات مصر التجارية بفلسطين عن طريق البر، وبفينيقيا عن طريق البحر. وظهر من قرائنها أن صور الفنانون في معبد الفرعون ساحورع بضع مراكب بحرية كبيرة استقبلها الفرعون وحاشيته حين عودتها من فينيقيا محملة بالرسل والخيرات والحيوانات، وكان من الشخصيات البارزة فيها شخصية المترجم الذي كان يقوم مقام السفير. ومن الباحثين من يظن أنها حملت عروسًا فينيقية أي سامية كذلك على الملك، ولهذا استقبلها بنفسه وأكرم مرافقيها، وإذا صح هذا الظن كان أقدم دليل على اتخاذ المصاهرات، سبيلًا إلى تدعيم العلاقات بين الدول المتجاورة وحكامها2.
واستمرت الجهود الاقتصادية المألوفة، والجهود العسكرية المعتادة، لاستغلال مناطق الحدود في الجنوب والغرب والشرق وشبه جزيرة سيناء، وتأمينها من شغب البدو. ووصلت المتاجر المصرية جنوبًا حتى منطقة بوهن على أقل تقدير، وصحبها في الأغلب نوع من النفوذ السياسي3. وتوفر لعهد سا حورع نشاط عسكري خاص ضد فريق من عصاة القبائل في الصحراء الغربية. وشجعت انتصارات جيوشه فنانيه على تصوير أمراء هذه القبائل وزوجاتهم وأولادهم على جدران معبده على هيئة المستسلمين لسطوته، وتصوير مصادرة جيوشه لآلاف كثيرة من مواشيهم وأنعامهم تدل على أن واحاتهم ومناطقهم الساحلية كانت وفيرة العشب والمرعى4.