وضحت علاقات مصر ببلاد بوينة "أو بونت" خلال عصر الأسرة الخامسة أكثر مما وضحت من قبله. وبلاد بوينة بلاد قصد المصريون بها منطقة الصومال وإريتريا وربما صموا إليها ما يقابلها من الجنوب الغربي لبلاد اليمن في بعض عصورهم1. وكانت بعثاتهم تتجه إليها في الدولة الوسطى على الأقل عن طريق وادي الحمامات ثم تنزل البحر الأحمر عند القصير أو مرسى جواسيس، أو تسلك طريق وادي الطميلات ثم خليج السويس والبحر الأحمر2، لتستورد منها البخور واللبان والمر والصموغ لطقوس المعابد وضرورات التحنيط، والمعادن شبه الكريمة والعاج وبعض الأخشاب الثمينة لصناعة الحلي وأدوات الترف، وربما استوردت عن طريقها أقزامًا وجلود الفهود والنمور وحيوانات نادرة مما يليها جنوبًا، وذلك في مقابل مبادلة أهلها بالمصنوعات المصرية التي تروج بينهم وترضي أدواقهم. وسجلت حوليات الفرعون ساحورع