وقع فاصل طويل هذا غير معتبر فالنية تكون ملغاة إذاً (ثم) ليس التراخي هنا مطلقاً بل بما لا يفوت المولاة (يسمي) يقول بسم الله ولا يجزئ غيرها إذا أردنا أنها واجبة فلو قال بسم الرحمن ما أجزأه بسم القدوس ما أجزأه كذلك لا يزيد بسم الله الرحمن الرحيم إنما يقتصر على الوارد بسم الله فقط (ويغسل كفيه ثلاثاً) كفيه يغسل الواو هنا بمعنى ثم حينئذٍ تفيد الترتيب (ويغسل) يعني أن يغسل معطوف أن ينوي (كفيه) من رؤوس الأصابع إلى الكوع وهو طرف الزند الذي يلي الإبهام - هذا يعني هذا كله يعتبر كف - (ثلاثاً) والعدد المطلوب من جهة الكمال فقط وإلا لو غسله مرة أو مرتين المرة واجبة والمرتان والثلاثة يعتبر من المستحبات؛ ولو تيقن طهارة الكفين لأن المراد هنا التعبد ليس لإزالت الأذى المراد هنا التعبد يعني لو غسل كفيه ثم بدا له أن يتوضأ نقول كذلك تغسل كفيك لماذا؟ لأن المراد هنا التعبد وليس المراد به تنظيف اليدين إذاً (ويغسل كفيه ثلاثاً) ولو تيقن طهارة الكفين وأما إذا كان مستيقظاً من نوم ليل فهذا حكمه كما ذكرنا سابقاً لأن عثمان وعلي وعبدالله بن زيد وصفوا وضوء النبي صلى الله عليه وسلم وذكروا أنه غسل كفيه ثلاثاً ولأنهما آلة نقل الماء للأعضاء ففي غسلهما احتياط لجميع الوضوء (ثم يتمضمض ويستنشق) (ثم) للترتيب (يتمضمض) والمضمضة كما سبق أنها مأخوذة من مضمض الإناء بمعنى حركه مضمض الماء في الإناء بمعنى حركه حينئذٍ لابد من تحريك الماء في الفم أدنى حركة فيكون قد أتى بالواجب الذي هو أقل ما يصدق عليه أنه واجب وأما إذا أراد المبالغة فلابد من إيصال الماء إلى أقاصي الفم (ثم يتمضمض) ويستاك سنة كما ذكرنا أن محله عند المضمضة ويسن أن يستاك معها للحديث وكذلك المبالغة في المضمضة كما سبق في موضعه لكن لغير صائم على ما سبق (ويستنشق) وهو جذب الماء بالنفس إلى باطن الأنف أقله هو أقل الواجب وإلى أقصى الأنف هذا المبالغة فيه وهو مسنون لغير صائم فالمبالغة في المضمضة هو إدارة الماء في جميع الفم وفي الاستنشاق جذب الماء إلى أقصى الأنف والواجب في المضمضة أدنى إدارة للماء في فمه والواجب في الاستنشاق جذب الماء إلى باطن الأنف وإن لم يبلغ أقصاه (ثم يتمضمض ويستنشق) ثلاثاً ثلاثاً بيمينه ولا يفصل بينهما استحباباً يعني يأخذ للمضمضة والاستنشاق بكف فيتمضمض يضع نصفه في فمه والنصف الآخر في أنفه هذه مرة ثم المرة الثانية كذلك يجمع بينهما ثم الثالثة يجمع بينهما ولا يفصل بينهما استحباباً لحديث عثمان أنه توضأ بماء فغسل يديه ثلاثاً ثم غرف بيمينه ثم رفعها إلى فيه فمضمض واستنشق بكف واحدة واستنثر بيساره فعل ذلك ثلاثاً ثم ذكر سائر الوضوء ثم قال إن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ لنا كما توضأت لكم، قال بن القيم رحمه الله تعالى [وكان يتمضمض ويستنشق تارة بغرفة - مرة غَرفة بفتح الغين يعني المرة الواحدة وبضم اسم للماء المغروف الغَرفة هنا المراد غَرفة - وتارة بغرفتين وتارة بثلاث وكان يصل بين المضمضة والاستنشاق فيأخذ نصف غرفة لفمه ونصفها لأنفه فيجمع بينهما إذاً لا يفصل بين المضمضة والاستنشاق بمعنى أنه لا يأتي بماء يتمضمض ثم بماء ويتمضمض ثم بماء يتمضمض ثم بماء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015