ويستنشق هذا يكون قد فصل بينهما بل يجمع بينهما بغرفة واحدة بكف واحد ثم قد يفعله ثلاث مرات وقد يفعله مرتين بل ورد أنه مرة واحدة تمضمض واستنشق ثلاثاً ثلاثاً بكف واحد هذا من بركة النبي صلى الله عليه وسلم، إذاً [ثم يتمضمض ويستنشق ثلاثاً ثلاثاً بيمينه] أي يتمضمض ثلاث مرات ويستنشق ثلاث مرات، قال بن القيم [ولم يتوضأ إلا تمضمض واستنشق - هكذا على ما ذكرناه سابقاً - ولم يحفظ أنه أخل به مرة واحدة] وقال شيخ الإسلام [ولا يجب الترتيب بينهما وبين الوجه لأنهما من جملته] (والبداءة بمضمضة ثم استنشاق) يعني قبل غسل الوجه هذا يعتبر من المستحبات فلو غسل وجهه كله ثم استنشق ثم تمضمض صح أو لا؟ صح؛ لماذا؟ لأنه خالف في غسل عضو واحد فليس الفم عضو مستقل وليس الأنف عضو مستقل وليس سائر الوجه عضو مستقل بل هو عضو واحد كما لو غسل يده مثلاً لو بدأ من الكف ثم من جهة المرفق ثم الوسط أجزأ أو لا؟ أجزأ كذلك لو بدأ بجهة المرفق ثم غسل الكف نقول أجزأه كذلك لو قدم الاستنشاق على المضمضة أو المضمضة على الاستنشاق أو الوجه على الاستنشاق ثم المضمضة نقول هذا كله جائز ومجزئ إلا أن السنة أن يبدأ بالمضمضة والاستنشاق ثم يغسل سائر وجه [ثم يتمضمض ويستنشق ثلاثاً ثلاثاً بيمينه ومن غرفة أفضل أي بثلاث غرفات يجمعهما بغرفة واحدة ولا يفصل بينهما وحكا بن رشد الاتفاق عليه لحديث علي أنه مضمض واستنشق ثلاثاً بثلاث غرفات متفق عليه وفيهما أنه تمضمض واستنشق من كف واحد فعل ذلك ثلاثاً، قال [ويستنثر بيساره] فلم يذكره لأنه لا استنشاق إلا باستنثار المصنف ما قال ويستنثر مع كونه سنة على المذهب وإن كان الصحيح أنه واجب لكن لم يذكره لأنه لازم له بمعنى أنه إذا استنشق لابد وإن يخرج الماء الذي دخل في أنفه والمذهب أنه مستحب ورواية عن الإمام أحمد وهو الصحيح ويستنثر بيساره (ويغسل وجهه) بالنص يعني سائر الوجه بعد أن يتمضمض ويستنشق للنص السابق (فاغسل وجوهكم) وحده (من منابت شعر الرأس إلى ما انحدر من اللحيين والذقن طولاً ومن الأذن إلى الأذن عرضاً) الوجه له حد له طول وله عرض طوله هكذا عرضه من الأذن إلى الأذن طوله يبدأ من أين؟ قال (من منابت شَعْر - شَعَر يجوز فيه الوجهان تسكين العين وفتحها - الرأس) المعتاد غالباً فلا عبرة بالأفرع ولا بالأجلح حينئذٍ إذا كان هذا الموضع الذي اعتاد الناس أن ينبت منه الشعر إذاً هو مبدأ الوجه وبعضهم يعبر بمنحنى الجبهة من الرأس متى ما بدأ الانحناء انتهى الوجه حينئذٍ منذ أن ينحني من جهة الرأس بدأ طول الوجه من جهة العلو وأما ما ذكره المصنف بالاعتبار بنبات الشعر وإنباته هذا فيه نوع إشكال وهو أن الأفرع والأجلح؛ من هو الأفرع؟ قالوا الذي ينبت شعره في بعض جبهته والأجلح هو الذي يكون ثَمَّ صلع عنده ثم يكون من آخر الرأس ينبت الشعر حينئذٍ من نبت شعره في بعض جبهته وجب غسل الشعر لأنه داخل في مسمى الوجه ومن انحصر شعره إلى أول الرأس بأن كان ثَمَّ صلع وهو ما يسمى بالأنزع أو الأجلح هذا نقول لا يجب غسل ذلك الموضع لأن إنبات الشعر قد انحصر من هنا مثلاً حينئذٍ هذا يبقى فارغ هذا داخل في مسمى الوجه أو لا؟ ليس داخل في مسمى الوجه فلو جعلنا