وكل منهما في قوة الجزئية فالمهملة الموجبة في قوة الجزئية الموجبة، والمهملة السالبة في قوة الجزئية السالبة، (وَمثلُها) الضمير هنا يعود لما نظر لمعناها، مثلها (مَا) وجد، (مَا)، ما مثلها يعود إلى ما السابقة، ... (وَمثلُها) المهملة أي القضية المهملة وهي التي لم تسور بسور جزئي أو كلي، ثم هي نوعان: موجبة وسالبة. قال السالبة احترازًا من الموجبة، لماذا؟ قال: (لأنَّهَا في قُوَّةِ الجُزئيَّهْ)، لأنها هذا تعليل، لماذا المهملة السلبية لم يأت منها العكس أو لا عكس لها؟ (لأنَّهَا في قُوَّةِ الجُزئيَّهْ)، والجزئية السالبة لا عكس لها فكذلك ما كان في قوتها وهو المهملة السالبة، الحيوان ليس بإنسان هذا صادق، ولا يصدق عكسه وهو الإنسان ليس بحيوان، الحيوان ليس بإنسان هذه مهملة سالبة، الحيوان هذا الموضوع وهو كلي وليست مسورة وهي مهملة ليس بإنسان فهي سالبة، إذًا هذه في قوة ماذا؟ في قوة الجزئية السالبة لو أردنا العكس لقلنا ماذا؟ الإنسان ليس بحيوان كذب، ويشترط في العكس كون أن يكون العكس صادقا، إذًا لا عكس لها، إذ لو كان لها عكس لكذبت، حينئذ تخلف الشرط الذي ذكره سابقًا (مع بقاء الصدق)، لا بد أن يكون الصدق باقيًا في العكس المستوي.
ثم قال:
وَالعَكْسُ في مُرَتَّبٍ بِالطَّبْع ... وَلَيْسَ في مُرَتَّبٍ بِالوَضْعِ
قبل ذلك نقول: القضايا كما سبق أربعة أنواع، التفصيل في القضايا كلها، شخصية، وكلية، وجزئية، ومهملة. %% 35.45