ثم قال: (وَالعَكْسُ) أي المستوي (لازِمٌ لِغَيْرِ مَا وُجِدْ) (بِهِ اجْتِمَاعُ الخِسَّتَيْنِ فَاقْتَصِدْ) كأنه قال لك العكس يدخل كل القضايا السابقة الثمانية، جزئية، كلية، ثم مسورة بسور كلي، مسورة بسور جزئي، هذه أربعة كل منهما سالب أو موجب هذه ثمانية، الأصل في العكس أنه يدخل جميع تلك القضايا إلا ما استثناه، والعكس هنا أل للعهد الذهني والمعهود المستوي، (وَالعَكْسُ) أي المستوي (لازِمٌ لِغَيْرِ مَا وُجِدْ) يعني لازم لكل قضية، ثَمَّ محذوف، وغير هذا نعت له (لِغَيْرِ) يعني لكل قضية من القضايا الثمانية فهي إذًا إلى الثمانية #31.04 ... (لِغَيْرِ مَا وُجِدْ) لغير ما أي قضية التي وجد به ضمير يعود لـ (مَا) والباء هنا بمعنى في، (اجْتِمَاعُ الخِسَّتَيْنِ) يعني إلا نوعًا واحدًا لا يدخله العكس البتة، وهو ما اجتمع فيه الخستان، والمراد بالخسة السلب والجزئية، لا شك أن الكلية أكمل من الجزئية، والجزئي خسيس بالنسبة للكل، وكذلك السلب أنقص من الإيجاب، فالإيجاب الذي هو الإثبات كمال والسلب هذا نقص، إذا اجتمع في القضية هاتان الخستان الجزئية والسلب حينئذ لا عكس لها، إذًا كل القضايا الأصل فيها أنه يأتي منها العكس إلا هذا النوع وهي السالبة الجزئية لاجتماع الخستين،
وَالعَكْسُ لازِمٌ لِغَيْرِ مَا وُجِدْ ... بِهِ اجْتِمَاعُ الخِسَّتَيْنِ .............
به اجتماع، به يعني فيه والضمير هنا يعود لـ (مَا) قضية (لِغَيْرِ مَا) لغير قضية وجد فيها الضمير يعود إلى (مَا)، وقضية هذا مؤنث، و (مَا) مذكر، عاد الضمير باعتبار لفظ (مَا) وهذا جائز، حصل اجتماع الخستين وهما السلب والجزئية، إذًا بعض الحيوان ليس بإنسان، ما عكسها؟ ليس لها عكس، هكذا تجيء، ليس لها عكس لماذا؟ لاجتماع الخستين، بعض هذا سور جزئي ليس لإنسان هذا كلب، إذًا اجتمع فيه الخستان فلا عكس لها، (فَاقْتَصِدْ) هذا تكملة يعني توسط في الأمور، (وَمثلُها المُهْمَلَةُ السَّلبيَّهْ) يعني في قوتها سبق أن المهملة في قوة الجزئية المهملة الموجبة في قوة الجزئية الموجبة، والمهملة السالبة في قوة ماذا؟ الجزئية السالبة، حينئذ يلحق بما اجتمع فيه الخستان وهو الجزئية السالبة المهملة السالبة لأنها في قوتها ولذلك قال: (وَمثلُها) أي السالبة الجزئية في عدم لزوم العكس لها (المُهْمَلَةُ السَّلبيَّهْ) المهملة: نوعان سلبية، موجبة.