(حَتَّى)، هذه يأتي المصنف في شرحه تفريعية، يعني: يتفرع مما سبق ما بعده، وعند بعض أو أكثر الشراح جعلوها للانتهاء، يعني: إذا أتى حتى على بابها # .... [16.5، فالحرف حينئذٍ يكون تدريجيًّا بمعنى أنه يحصل شيئًا فشيئًا، (بَدَتْ)، يعني: ظهرت. (لَهُمْ)، لأرباب العقول (شُمُوسُ المَعْرِفَةْ)، يعني: المعرفة التي هي الشموس، والناظم هنا هو ناظم ((الجوهر المكنون)) يعتبر الأخضري من أئمة البلاغة، لذلك كلامه فيه التشبيه فيه جناس وفيه استعارات ونحو ذلك (شُمُوسُ المَعْرِفَةْ)، يعني: المعرفة التي كالشموس، بجامع أن كلاً منهما ينتفع به، وجه الشبه هنا الانتفاع ينتفع بكل منهما، (المَعْرِفَةْ) لا شك أنه ينتفع بها، والشمس كذلك ينتفع بها إلا أن الانتفاع بالشمس انتفاع حسي، والانتفاع بالمعرفة انتفاع معنوي، حتى ظهرت لهم شموس المعرفة معرفة يعني: المعرفة التي كالشموس في الانتفاع بها، (رَأَوْا مُخَدَّرَاتِهَا مُنْكَشِفَةْ) (رَأَوْا) على حذف الفاء يعني: بدت فرأوا، فاء للتفريع (مُخَدَّرَاتِهَا)، جمع مخدرة وهي: المرأة المستترة. مخدرة (مُخَدَّرَاتِهَا) اسم مفعول والضمير هنا يعود إلى شموس المعرفة، يعني: رأوا مخدرات شموس المعرفة. والمراد به أو بالمخدرات المسائل الخفية، كما أن المرأة تستر في الخدر تختفي ورائه، كذلك بعض المسائل تختفي، وهذا واضح بين سواء كانت العلوم الشرعية أو في غيرها (مُخَدَّرَاتِهَا)، هنا جمع مخدرة وهي: المرأة المستترة تحت الخدر. والمراد بالضمير هنا يرجع إلى شموس المعرفة، أي: مخدرات شموس المعرفة. أي: مسائلها الخفية. وبعضهم عبر بمسائلها إفصاحًا، شُبِّهَتِ المسائل هنا بالعرائس المستترة تحت الخدر، إذًا

حَتَّى بَدَتْ لَهُمْ شُمُوسُ المَعْرِفَةْ ... رَأَوْا مُخَدَّرَاتِهَا مُنْكَشِفَةْ

أي: متضحة. ومقصوده من هذا البيت انتهاء زوال الحجاب عن عقولهم لظهور شمس المعارف التي كانت مستترة بخدرها # 19.25.

ثم قال الناظم بعدما حمد الله تعالى وذكر شيئًا من براعة الاستهلال، والألفاظ التي يستخدمها المناطقة ببراعة الاستهلال، أعاد الحمد مرة أخرى ولكن بصيغة أخرى، حمد بجملة اسمية أولاً، ثم حمد بالجملة الفعلية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015