ثم قال: (وَهْوَ عَلَى قِسْمَيْنِ) المركب هنا لا بحث للمناطقة فيه وإنما البحث في ماذا؟ في المفرد فذكر المركب من أجل أن تفهم معنى المفرد، ذكر المركب توطئة وتقدمة من أجل أن تفهم المراد بالمفرد والمحك هنا في المفرد. (وَهْوَ عَلَى قِسْمَيْنِ)، يعني: بحسب تشخص معناه وعدم تشخصه (أَعْنِي المُفْرَدَا) جاء بالعناية هنا (أَعْنِي)، يعني: بمصدوق الضمير السابق وهو (المُفْرَدَا)، يعني: لئلا يلتبس بأن التقسيم هنا للمركب لا للمفرد لأنه قدم ذكر المركب وقال: (فَأَوَّلٌ). المركب (مَا دَلَّ جُزْؤُهُ عَلَى جُزُءِ مَعْنَاهُ) (وَهْوَ)، أيْ: المركب. لا ليس هذا المراد وإنما المراد المفرد فالقسمان هنا مذكوران للمفرد (وَهْوَ)، أيْ: المفرد (عَلَى قِسْمَيْنِ) اثنين، جملة (أَعْنِي المُفْرَدَا) الألف هذه للإطلاق لئلا يتوهم متوهم أن الضمير في: (وَهْوَ) عائد إلى المركب (كُلِّيٌّ اوْ جُزْئِيُّ)، (كُلِّيٌّ اوْ) بإسقاط الهمزة، يعني: بوصل الهمزة من أجل الوزن (جُزْئِيُّ) الأصل بالتنوين لكن يترك من أجل الوزن، (كُلِّيٌّ اوْ جُزْئِيُّ حَيْثُ وُجِدَا)، يعني: في أيِّ تركيب فالحيثية هنا للإطلاق. (وُجِدَا) الألف هذه للإطلاق. إذًا ينقسم المفرد: إلى كُلِّي وإلى جُزْئِي، ما هو كُلِّي وما هو الجُزْئِي؟ قال: (فَمُفْهِمُ اشْتِرَاكٍ الكُلِّيُّ كَأَسَدٍ) كل لفظ أفهم اشتراكًا بين الأفراد في معنًى يسمى كليًّا، يعني: ما لا يختص بفردٍ دون الأفراد يسمى كليًّا، (فَمُفْهِمُ اشْتِرَاكٍ) هذا خبر مقدم، والكلِّيُّ هذا مبتدأ مؤخر، (فَمُفْهِمُ اشْتِرَاكٍ) بين أفراده بمجرد تعقله وتصوره في الذهن نقول: هذا كليِّ. رجل، هذا لفظ نقول: هذا كلِّي. لماذا؟ لأنك إذا تصورت معناه في الذهن ما المراد به؟ هو البالغ، أو الذكر البالغ من بني آدم، وبعضهم يعبر حيوانٌ ناطقٌ بالغٌ ذكرٌ من بني آدم، هذا المعنى موجود في الذهن هل هذا المعنى يختص بفرد دون آخرين؟ أم يشترك فيه أفراد ما لا حصر لهم؟ لا شك أنه الثاني إذًا أفهم اشتراكًا، لما تصورت المعنى العقل لا يمنع الاشتراك في هذا المعنى فزيد من الناس، وعمرو، وخالد، وسعيد إلى آخره كلهم يشتركون في هذا المعنى إذًا لا يختص به واحد دون آخر هذا يسمى ماذا؟ يسمى كليًّا. (فَمُفْهِمُ اشْتِرَاكٍ)، يعني: بين أفراده الموجودة في الخارج، (فَمُفْهِمُ اشْتِرَاكٍ) بين أفراده الموجودة في الخارج حين تعقله هذا يسمى كليًّا، ولذلك بعضهم يعرفه بأنه: ما لا يمنع تعقل مدلوله من وقوع الشركة فيه، ما لا يمنع من تعقل مدلوله، يعني: تصور مدلول اللفظ من وقوع الشركة فيه، مثل حيوان لفظ حيوان هذا يشترك فيه ما لا حصر من الأفراد ورجل، امرأة، أنثى كل نكرة فهي من قبيل الكلِّي، ما لا يمنع تعقل مدلوله من وقوع الشركة فيه إذًا: (فَمُفْهِمُ اشْتِرَاكٍ الكُلِّيُّ) الفاء هذه فاء الفصيحة، ومفهم اشتراك مضاف ومضاف إليه وهو خبر مقدم، والكُلِّيُّ هذا مبتدأ مؤخر.