المفرد عند النحاة غير المفرد عند المناطقة، لأن محل الخلاف أن عبد الله علمًا هذا عند النحاة قاطبة بإجماع في حقيقته مركب وليس بمفرد، وأمَّا عند المناطقة فهو مفرد لو سميت شخصًا تأبط شرًا، أو عبد الله مركب إضافي، أو حيوان ناطق ونحو ذلك أعلامًا هذه عند المناطقة مثل: زيد مفرد ليس له وجود أن يدلُّ على جزء المعنى، حينئذٍ نقول: هذا يسمى مفردًا عند المناطقة ولا يسمى مفردًا عند النحاة فكيف يعرَّف بتعريف المناطقة؟ على كل قول: (بِعَكْسِ)، يعني: حال كون المركب ملتبسًا بعكس، العكس المراد به العكس اللغوي، يعني: بخلاف (مَا تَلاَ)، يعني: بخلاف المفرد الذي تلا المركب، تلاه. تلا المركب في الذكر، يعني: تبعه، فضمير تلا المستتر يعود إلى ما، والمقدر تلاه هذا يعود للمركب. إذًا ينقسم اللفظ المستعمل إلى مركب، وإلى مفرد ثم المركب ما دلَّ جزؤه على جزء المعنى، والمفرد ما لا يدلُّ جزؤه على جزء المعنى، هذا تعريف ..