(عَلَى جُزُءِ مَعْنَاهُ) هذا متعلق بدلَّ أكثر الشراح على أن هذا تتميم، يعني: لم يخرج به شيء، (عَلَى جُزُءِ مَعْنَاهُ) هذا تتميم للتعريف لأنه إذا قال: (مَا دَلَّ جُزْؤُهُ). إذًا دلَّ على ماذا؟ الذي دلَّ جزؤه قطعًا أنه دلَّ جزؤه على ماذا؟ على بعض المعنى الذي دلَّ عليه ذلك اللفظ إذًا قوله: ... (عَلَى جُزُءِ مَعْنَاهُ) هذا تميم للتعريف لكن الأوْلَى أن يقال: بأنه خرج به شيء ثالث وهو لفظ أبكم ونحوه مما له جزء لكنه لا يدلُّ على شيء البتة مما يدلُّ عليه لفظ أبكم، أبكم - الأخرص -، يعني: عدم الحديث هذا هو التكلم أب هذا جزء، كم هذا جزء. هل لفظ أب يدلُّ على شيء مما دلَّ عليه أبكم؟ لا، لأن أبكم هذا له معنًى وهو الخرص أب هذا مدلول الأبوة كم استفهامية أو خبرية، إذًا لا تدلُّ على شيء مما دلَّ عليه لفظ أبكم، ولذلك الأوْلَى كما ذكر البيجوري وغيره أن قوله: (عَلَى جُزُءِ مَعْنَاهُ) خرج به نحو أبكم مما له جزء لكنه لا يدلُّ على جزءٍ معناه لأن المركب الإضافي مثلاً غلام زيدٍ هذا يدلُّ على ماذا؟ على أن ثَمَّ غلامًا منسوبٌ لزيد هذا معناه نسبة هذا الغلام لزيد، غلام لوحدها دلَّت على بعض المعنى الذي دلَّ عليه غلام زيد، وزيد لوحده دلَّ على بعض المعنى الذي دلَّ عليه غلام زيد أليس كذلك؟ غلام زيد يدلُّ على ماذا؟ مفهوم المركب الإضافي مفهومه أن غلامًا منسوب لزيد هذا الغلام منسوب لزيد هذا معناه، طيب غلام لوحدها هل تدلُّ على بعض المعنى الذي دلَّ عليه غلام زيد؟ نعم زيد لوحده يدلُّ على بعض المعنى الذي دلَّ عليه غلام زيد. إذًا هذه يسمى مركبًا، وأمَّا نحو أبكم فهذا لا يدلُّ على جزء معناه إذًا هذا حد المركب، (مَا دَلَّ جُزْؤُهُ عَلَى جُزُءِ مَعْنَاهُ) خرج به ثلاثة أشياء. كل ما خرج بهذا الحد وهو ما ليس له جزء أصلاً، أو له جزء لا يدلُّ على جزء المعنى، أو له جزء وله معنى لكنه لا يدلُّ على بعض المعنى الذي دلَّ عليه اللفظ داخل في حد المفرد، ولذلك قال: (بِعَكْسِ مَا تَلاَ). ما الذي تلا؟ بعكس ما تلاه، الضمير هنا المحذوف يعود على المركب بعكس الذي تلاه المركب، ما الذي تلاه المركب؟ [هاه] بعكس الذي تلا المركب نعم، بعكس الذي تلا المركب، ما هو الذي تلا المركب؟ هو المفرد إذًا ما هو المفرد؟ ما لا يدلُّ جزؤه على جزء معناه ما هو المفرد؟ المركب عرفته بالإيجاب، (مَا دَلَّ جُزْؤُهُ عَلَى جُزُءِ مَعْنَاهُ) عكسه ما لا يدلُّ جزؤه على جزء المعنى الذي وُضِعَ له في لسان العرب هذا يسمى المفرد. إذًا دخل فيه ما ليس له جزء أصلاً، وما له جزء ولا معنى له كـ ز من زيد، وما له جزء وله معنى لكنه لا يدلُّ على جزء المعنى، وبهذا تعرف أن اصطلاح المفرد هنا هو الذي يعرِّف به كثير من النحاة هناك وهذا غلط، كل تعريف للمفرد عند النحاة يمرُّ بك تعريف المفرد ما لا يدلُّ جزؤه على جزء المعنى فاعلم أنه خطأ لأنه من تداخل الحدود.