(هُوَ الضَّرُورِيُّ الجَلِي)، (وَعَكْسُهُ هُوَ الضَّرُورِيُّ)، يعني: المنسوب إلى الضرورة، وهو ما لا يحتاج إلى التأمل (الجَلِي)، يعني: الواضح، وهذه صفة كاشفة، إذًا عندنا تصورٌ نظري، وعندنا تصديقٌ نظري، وعندنا تصورٌ ضروري، وتصديقٌ ضروري. مثال التصور النظري لفظ الملائكة لأنه متعلق بماذا؟ بالمفردات يُسْلِم الكافر ثم يسمع ملائكة، حينئذٍ ما يعرف المراد بالملائكة فتشرح له ما المراد بلفظ الملائكة، أو يسمع لفظ الجن فيحتاج إلى معرفة ما مدلول هذا اللفظ؟ يسمع صلاة صلي الصلاة قائمة حينئذٍ يقول: ما هي الصلاة هذه؟ فتحتاج إلى أن تُعَرِّف له معنى الصلاة، معنى الزكاة، معنى الصيام فكل لفظٍ مفرد إن احتاج إلى التأمل والنظر بأن يعرف ويحد، حينئذٍ يسمى تصورًا نظريًّا، ولذلك حتى طلاب العلم فإذا قيل: الزكاة. نحتاج إلى أن نعرف الزكاة، إذًا معرفة معنى الزكاة نقول: هذا علمٌ تصوري نظري. يعني: يحتاج إلى إثبات، ولذلك بعض المفاهيم يقع فيها الخلاف خبر معناه ما المراد به؟ وقع فيه نزاع بين أهل العلم، لماذا؟ لأنه موقوفٌ على الاستدلال والنظر، وكل لفظٍ مفرد موقوف على النظر والاستدلال فهو: تصورٌ نظري. التصديق النظري قالوا: مثل ماذا؟ الواحد نصف سدس الاثني عشر، هذا يحتاج، الواحد نصف سدس الاثني عشر، اثنا عشر سدسها كم؟ تحتاج إلى تفكير، الاثنا عشر سدسها كم؟ تقسمها على ستة اثنان الواحد نصف سدس الاثني عشر، إذًا الواحد نصف الاثنين تحتاج إلى تأمل أو لا؟ يحتاج إلى تأمل وهذه جملة الواحد نصف، إذًا مبتدأ وخبر، والواحد ربع عشر الأربعين، والواحد عُشْر عُشر المائة، كلها تحتاج إلى تأمل وكلها جمل اسمية، التصور الضروري مثل ماذا؟ التصور الضروري كإدراك وجودك أنت، أنت موجود أو لا؟ نقول: أنت موجود تدرك هذا، وهذا يسمى ماذا؟ يسمى علمًا ضروريًّا، لكن وجود هذا شيء واحد فهو مفرد، والضروري التطبيقي كإدراك أن الواحد نصف الاثنين، الجزء أصغر من الكل، والكل أكبر من الجزء، الضدان لا يجتمعان النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان نقول: هذه كلها إدراكها يسمى تصديقًا ضروريًّا.
وَمَا بِهِ إِلَى تَصَوُّرٍ وُصِلْ ... يُدْعَى بِقَوْلٍ شَارِحٍ فَلْتَبْتَهِلْ