وفي الرباعي كسر ما قبل آخر الفعل، وفي غيرها فتح حرف المضارعة وكسر ما قبل الآخر، إذًا إما أن يكون النظر إلى حرف المضارعة، أو ما قبل الآخر، يعني: قد يلتبس في بعضٍ إما أن يكون الأول مضموم في المعلوم فحينئذٍ يشتبه بالمجهول لكن ننظر ما قبل الآخر فإن كان مفتوحًا فهو مبنيٌ للمجهول، يعني: ضُمَّ أوله وفتح ما قبل آخره فإن ضم أوله وكسر ما قبل آخره فهو مبني للمعلوم، إن فتح ما قبل آخره فحينئذٍ يلتبس بالمبني للمجهول فإن كان أوله مضمومًا فهو مبنيٌ للمجهول، فإن كان مفتوحًا فهو مبنيٌ للمعلوم.
ثم قال:
وَإِنْ بِمَجْهُوْلٍ فَضَمُّهَا لَزِمْ ... كَفَتْحِ سَابِقِ الَّذِي بِهِ اخْتُتِمْ
(وَإِنْ) يعني: الكلام في حروف ((نأتي)) إن ضمت في المجهول فحينئذٍ نقول: هذا مبنيٌ للمجهول لكن بشرط أن يُفتح ما قبل الآخر، (وَإِنْ) كانت حروف ((نأتي)) حالةً (بِمَجْهُوْلٍ)، (وَإِنْ بِمَجْهُوْلٍ)، ... (بِمَجْهُوْلٍ) هذا متعلقٌ بمحذوف خبر، خبر ماذا؟ خبر كان المحذوفة مع اسمها، وهذا مر معنا بالأمس.
وَيَحْذِفُونَهَا وَيُبْقُونَ الْخَبَرْ ... وَبَعْدَ إِنْ وَلَوْ كَثِيرًا ذَا اشْتَهَرْ (?)
(وَإِنْ بِمَجْهُوْلٍ) وإن كانت حروف ((نأتي)) حالةً (بِمَجْهُوْلٍ) يعني: بمضارعٍ مبنيٍ للمجهول، (وَإِنْ) كانت حروف نأتي حالةً بمضارع مجهولٍ فاعله يعني: حذف الفاعل وأقيم المفعول به مقامه فارتفع ارتفاعه، حينئذٍ ما حكمها؟ هل هي كالمعلوم؟ قال: لا (فَضَمُّهَا) أي: هذا الأحرف (لَزِمْ) وجب، يُضم أوله لماذا؟ لأن العرب التزمت التفرقة بين المبني للمعلوم والمبني للمجهول لئلا يلتبس نائب الفاعل بالفاعل، ففرقت بينهما بتغير الصيغة، سواء كان في الثلاثي، أو في الرباعي، أو الخماسي، أو السداسي، ... (فَضَمُّهَا) أي: حروف ((نأتي)) (لَزِمْ) يعني: وجب، (ضَمُّهَا) هذا مبتدأ، و (لَزِمْ) جملة خبر، والهاء هنا الضمير يعود على حروف ((نأتي)) (ضَمُّهَا) لإضافة المصدر لمفعوله (لَزِمْ) بخبر المبتدأ، (لَزِمْ) يعني: الضم (كَفَتْحِ سَابِقِ الَّذِي بِهِ اخْتُتِمْ) يعني: كفتح الذي أو الحرف الذي قبل الآخر، الذي اخُتتم به الفعل هذا الحرف الأخير هذا يكون محلاً للإعراب أو للبناء، قبل الذي سبقه الحرف قبيل الآخر يفتح وهذا في المضارع، وأما الماضي يكسر ما قبل آخره، (كَفَتْحِ) الكاف للتشبيه هنا، تشبيه في ماذا؟ في اللزوم، لأن الأول مشبه المشبه الضم والمشبه به الفتح، والقدر المشترك بينهما هو اللزوم، يعني: يجب الضم ضم حروف ((نأتي)) كما يجب فتح ما قبل الآخر، فالتشبيه في الحكم فقط لا في الضم والفتح، (كَفَتْحِ) إذًا التشبيه هنا في اللزوم (فَتْحِ سَابِقِ) فتح حرفٍ (سَابِقِ) الحرف الذي اختتم به الفعل المضارع، (الَّذِي بِهِ) أي: بهذا الحرف السابق (اخْتُتِمْ) هو أي: المبني للمجهول، والمعنى أن المضارع المجهول قلنا فيما سبق: أن المجهول التسمية هذه فيها نظر، إنما يقال المضارع مغير الصيغة هذا أولى، أما المجهول هذا فيه محظوران:
المحظور الأول: أنه قد يقع في الكتاب والسنة ويكون المحذوف فاعل الله عز وجل أو يكون معلومًا وإذا قيل مجهول حينئذٍ صار فيه إشكال.