البيت السابق يقول في الرباعي والخماسي والسداسي سواءٌ كان رباعيًا نحو: يُدَحْرِجُ، أو خماسيًا نحو: يَنْقَطِعُ، وسداسيًا نحو: يَسْتَخْرِجُ، ثم استثنى (مِنَ الَّذِي عَلَى ثَلاَثَةٍ عَدَا) وقال إلى ما ذكرناه سابقًا (فِيْمَا عَدَا مَا جَاءَ مِنْ تَفَعَّلاَ)، (فِيْمَا) يعني: وهذا في كلِّ فعلٍ زاد حروفه على ثلاثة أحرف، (عَدَا) أي: سوى استثناء، (مَا جَاءَ) يعني: الفعل الذي جاء عن العرب وسُمِعَ (مِنْ تَفَعَّلاَ) يعني: حال كونه من باب (تَفَعَّلاَ) مضعّف العين من الخماسي مزيد على الثلاثي، ويُفْتَح ما قبيل الآخر، فإن كان على وزن (تَفَعَّلاَ) تَكَلَّمَ نقول: في المضارع، يَتَكَلَّمُ، قلنا: قاعدة كسر ما قبل الآخر، لكن لَمَّا كان على وزن (تَفَعَّلاَ) وهذا قواعد مسموعة من لسان العرب لكن بالاستقراء والتتبع، حينئذٍ نقول: تَكَلَّمَ يَتَكَلَّمُ، تَعَلَّمَ يَتَعَلَّمُ، تَكَلَّفَ يَتَكَلَّفُ، إذًا بفتح ما قبل الآخر لأنه على وزن (تَفَعَّلاَ). إذًا (فِيْمَا عَدَا مَا جَاءَ مِنْ تَفَعَّلاَ كَالآتِيْ) يعني: كالمضارع المعلوم كذلك الآتي والوارد والثابت عن العرب من باب (تَفَاعَلَ) خماسي المزيد على الثلاثي (تَفَاعَلَ) تَقَاتَلَ ماذا؟ يَتَعَاظَمُ (اوْ) من باب (تَفَعْلَلاَ) يعني: من الخماسي المزيد على الرباعي تَدَحْرَجَ يَتَدَحْرَجُ، إذًا هذه ثلاثة أبواب يُستثنى فيها ما قبيل الآخر فالأصل فيه الكسر ويستثنى هذه الثلاثة الأبواب فيفتح ما قبل الآخر، (وَمَا قُبَيْلَ الآخِرِ اكْسِرْ أَبَدَا) هذا هو الأصل، (مِنَ الَّذِي عَلَى ثَلاَثَةٍ عَدَا)، يعني: (مِنَ الَّذِي) فعل مضارع معلوم جاوز على أحرفٍ ثلاثةٍ، (فِيْمَا عَدَا مَا جَاءَ مِنْ تَفَعَّلاَ) يعني: في الفعل المضارع المعلوم الذي جاء من غير (تَفَعَّلاَ) يعني: الذي جاء على ... (تَفَعَّلاَ) فحكمه حكمٌ آخر، كذلك الذي جاء من باب (تَفَاعَلَ) أو من باب (تَفَعْلَلاَ) حينئذٍ حكمه حكمٌ آخر فيفتح ما قبل الآخر، نحو: يَتَعَلَّمُ، وَأَتَكَلَّمُ، وَنَتَفَهَّمُ، وَتَتَرَدَّدُ، فتح ما قبل الآخر مطلقًا في هذه الأفعال، ... و (تَفَاعَلَ) تَعَاظَمُ يَتَعَاظَمُ، و (تَفَعْلَلاَ) يَتَدَحْرَجُ، فحينئذٍ يكون الفارق في هذه الأبواب الثلاثة بين المعلوم والمجهول فتح حرف المضارعة، إذا فتح ما قبل الآخر والقاعدة أن المبني للمجهول يُضم أوله ويفتح ما قبل آخره، حينئذٍ كيف نفرق بين هذه الأفعال الثلاثة الأبواب الثلاثة إذا فتح ما قبل آخرها بينها بين المعلوم والمجهول؟ نقول: بضم الأول لأن الأول يكون ماذا؟ يكون مضمومًا أَتَكَلَّمُ أَتَكَلَّ إذًا فتح ما قبل آخره لكن الهمزة مفتوحة وإذا كانت مفتوحة فحينئذٍ يكون مبنيًا للمعلوم، فالنظر يكون للأول إذا كان مفتوحًا فحينئذٍ نقول: هذا مبنيٌ للمعلوم، وإن كان مضمومًا حينئذٍ القاعدة أنه مبنيٌ للمجهول.