(وَهَمْزِ كَاجْهَرِ) يعني: أمر الثلاثي الذي سُكِّنَ ما بعد حرف المضارعة، سيأتي إن شاء الله أن الفعل فعل الأمر مشتق يعني: مأخوذ من المضارع. تُسقط حرف المضارعة ثم تنظر في الحرف الذي يليه فإن كان متحركًا دَحْرَجَ يُدَحْرِجُ دَحْرِج لا إشكال فيه، إن كان ما بعد حرف المضارعة بعد حذفه ساكنًا لا يمكن أن يبتدئ بساكن فلا بد من الاستعانة بهمزة الوصل للتمكن والابتداء بالساكن، ضَرَبَ يَضْرِبْ تحذف حرف المضارعة الضاد ساكنة لا يمكن أن تأتي به ساكنًا يعني: تنطق به ساكنًا أثناء الكلام تقول: اضْرِبْ. الهمزة هذه همزة وصل، فكل فعل أمر جيء بالهمزة بعد حذف حرف المضارعة لكون ما بعد حرف المضارعة ساكنًا فهي همزة وصل، ولذلك قال: (وَهَمْزِ كَاجْهَرِ). يعني: أمر الثلاثي الذي سُكِّنَ ثاني مضارعه لفظًا يعني: سكن ثاني مضارعه لفظًا، سواء في ذلك مفتوح العين. اجْهَرْ جَهَرَ يَجْهَرُ، احذف حرف المضارعة إذا أدرت الأمر؟ جيم ساكنة لا يمكن النطق بها إذًا اجْهَرْ هذه الهمزة همزة وصل. ومكسورها نحو: مَضَى يَمْضِي. إذًا امْضِي الهمزة هذه همزة وصل وهو من فَعَلَ يَفْعِلُ اضْرِبْ. وسواء كان كذلك من مضمومها نَفَذَ يَنْفُذُ انْفُذْ، انْفُذْ على رسلك، انْفُذْ إذًا هذه الهمزة همزة وصل، إذًا الأمر الذي (كَاجْهَرِ) سواء كان مفتوح العين أو مضموم العين أو مكسور العين همزته همزة وصل بشرط أن يكون الثاني بعد حذف المضارعة ساكنًا، واضح هذا؟ فإن تحرك ثاني مضارعه لم يحتج إلى همزة الوصل، ولو سكن تقديرًا كقولك في الأمر من يَقُوم قُمْ يَقُوم، يَقُوم هذا الثاني متحركًا لكنه ساكن تقديرًا لأن أصل يَقُوم يَقْوُم يَفْعُل من باب يَفْعُل قَامَ يَقُومُ أصله فَعَلَ يَفْعُلُ أين الفاء؟ يَقْ القاف ساكنة في يَفْعُلُ أو متحركة؟ ساكنة ونحن نقول: يَقُوم. بتحريك القاف ماذا صنعنا؟ استثقلت الضمة على الواو فطلب التخفيف فنقلت إلى الفاء قيل: يَقُوم ومثله يَقُول، يَقُومُ أصله يَقْوُمُ حينئذٍ إذا حذفنا حرف المضارعة الثاني ساكنًا تقديرًا لأن العبرة بماذا؟ بالأصل يَقْوُمُ هذا الأصل ومع ذلك نقول: لا نأتي بهمزة الوصل لماذا؟ لكونه متحركًا ولو كانت الحركة عارضة لا أصلية، فَيَقُوم نقول: قُمْ. لا نحتاج إلى همزة الوصل، ومن يَعِدُ عِدْ، ومن يَرُدُّ رُدَّ، ويستثنى خُذْ وَكُلْ ومُرْ، فإنه يُسَكَّن ثاني مضارعها لفظًا والأكثر الأمر منها حذف الفاء والاستغناء عن همزة الوصل، أَخَذَ يَأْخُذُ نحن نقول في الأمر: خُذْ. حذفت الهمزة، أَكَلَ يَأْكُلُ الأمر كُلْ حذفت الهمزة، أَمَرَ يَأْمُرُ مُرْ. إذًا حذفت الهمزة في الجميع، ونقول: هذا موقوف على السماع وهو شاذّ. لأن الأصل فيما كان ثانيه ساكنًا بعد حذف حرف المضارعة أن يُجْتَلَبَ همزة الوصل لها، وهذا يعتبر ماذا؟ شاذًّا يحفظ ولا يقاس عليه.
إذًا:
كَهَمْزِ أَمْرٍ لَهُمَا وَمَصْدَرِ ... وَأَلْ وَأَيْمُنٍ وَهَمْزِ كَاجْهَرِ